عبدالحليم البراك مكة أون لاين - السعودية يظن «كتاب الرأي» أنه لا يستحق أن يخلف وزراء الخارجية ووزراء الدفاع في وزاراتهم إلا هم، عطفا على حجم الحلول التي يقدمونها يوميا في مقالاتهم، فيكتب «كتّاب الرأي» مقالاتٍ جادة صارمة من ألفي كلمة، ويقومون باللف والدوران حول موضوع واحد، بحشر عشرات المصطلحات صعبة النطق، وربما اخترع أحدهم مصطلحا خاصا به، رغم أنه - بغباء الأذكياء - اختصر مقالته كاملة في عنوانها! مما يعني أننا لن نقرأ المقال، (من الآن سيحتاط «كتّاب الرأي» في عناوين مقالاتهم، وسيصرّحون بأن حل المشكلة في مكان ما في مقالهم، وابحث عن فضولي!)، بل إن قرر أحدهم أن يحذف من مقالته ما لا حاجة له به؛ فسيتحول المقال إلى عنوان واحد وسبع جمل مفيدة فقط! الغريب أنهم مقتنعون أن الإسهاب و(كثرة الكلام) إحدى علامات العمق الثقافي! (أكبر صدمة ثقافية تكنولوجية صدمتهم أن تويتر لا يسمح بأكثر من 140 حرفا، والناس تقول رأيها بكل عمق وموضوعية!). يتوتر «كاتب الرأي» إن لم يصل لل 2000 كلمة فيبدأ بالشتم، وشد شعر رأسه، ثم في الدوران في صالون بيته، ثم الوقوف أمام النافذة (نافذة سعودية عادية، لا يرى حديقة ولا أشجارا، أو نهرا؛ بل منزل جاره الذي غطى بيته بساتر حديدي طوله 7م، رغم أن المسلسلات التركية فيها ما يسر العين والخاطر، بل أفضل مما هو خلف الساتر !)، ثم يذهب ويجيء، ثم يقفز ويذهب ليتمدد في البانيو، ليخرج منه عاريا ومبللا (وجدتها!!) فيكتب الفكرة، ليتفاجأ بعد النشر، أن الصحيفة حذفت تلك الجملة، نظرا لتكرارها ثلاثة مرات في مقالة واحدة! وخوفا من أن يكون أصدقاؤنا «كتّاب الرأي» لم يغضبوا مني بعد، فسأضيف؛ إنهم يجيدون القفز من السياسة للاقتصاد، وفجأة يصبحون استشاريي عظام أو مخ وأعصاب، وأحيانا تجدهم علماء في الفقه والتصوف الإسلامي، ويقدمون حلولا نموذجية لكل شيء وأي شيء؛ ابتداءَ من مشاكل العالم والوزارات والحياة، حتى الآخرة أحيانا، رغم أن أحدهم لا يستطيع حل مشكلة خروج أحد أعضاء جروب ال»واتس اب» إن كان مشرفا على المجموعة!! [email protected]