عبدالله المغلوث الاقتصادية - السعودية يمتاز العمل في شركة تويوتا اليابانية بالهدوء، قبل أن ينضم إليها المهندس الشاب تييشي أوهنو. كان يتكلم بتبذير. يبدي تحفظه على أسلوب العمل في الشركة مع الكبير قبل الصغير. تلقى عدة تحذيرات من رؤسائه أن يكف عن النقد والاكتفاء بالعمل دون جدوى. دفع أداؤه المميز إدارته إلى غض النظر عما يقول. قابل أوهنو أمام جهاز للبيع الذاتي في "تويوتا" نائب رئيس "تويوتا" ذات يوم. كانت فرصة ذهبية له. بات كمهاجم يواجه مرمى خاليا في آخر الدقائق. لا خيار أمامه سوى إيداع الكرة داخل الشباك. أودع الكلام في أذن نائب الرئيس. اقترح عليه أن يضع حدا للهدر المالي الكبير الذي تقع فيه الشركة من جراء سياساتها. ضرب أمثلة عدة أقنعت نائب الرئيس. دعاه أن يكمل الحديث في مكتبه يوم غد. جاءه أوهنو بخطة عمل تفصيلية كان يدخرها في مكتبه. حدد الإسرافات السبعة التي تعانيها "تويوتا" وسمّاها "المودا". أعجب بخطته نائب الرئيس وتبنى مشروعه. بعد فترة غير طويلة أصبح أوهنو مسؤولا عن عملية الإنتاج الرئيسة في "تويوتا". تحول من شخص يتحدث إلى أفراد إلى شخص يتحدث إلى حشود "تويوتا" ويسهم في افتتاح جامعة تويوتا للتكنولوجيا (افتتحت عام 1981). يعد أوهنو اليوم (الأب لنظام الإنتاج لدى تويوتا). ركزت سياسته على الاقتصاد في الإنتاج والعمل بطريقة السوبر ماركت. يتم الإنتاج حسب الطلب، وأن تكون هناك سرعة في توفير المنتج للمستهلك. قبل أوهنو كان هناك فائض للقطع في مستودعات "تويوتا" حول العالم دون قراءة دورية لاحتياجات السوق. هذا الأسلوب زاد من الأرباح ورضا الزبائن. أسس منهجية عملية في الإنتاج تدعى Lean. هذه المنهجية أصبحت نظاما تعمل به أهم العلامات التجارية في العالم. يرى أوهنو (توفي عام 1990) أنه فخور بما أنجزه ويدين بالفضل لرؤسائه الذين لم يقمعوه في بداياته بسبب كلامه، ناصحا الموظفين الجدد بعدم ابتلاع ألسنتهم قائلين: "تحدثوا بأيديكم وألسنتكم". أيها الأصدقاء، اقترحوا وناقشوا وتكلموا. أنتم لستم أخشابا بل سماء. رعدكم يبشر بالمطر الغزير.