مكة أون لاين - السعودية على ماذا يؤشر تفاعل الناس مع خبر إعفاء وزير الصحة من منصبه؟ هل هو انعكاس لمستوى الوعي العام وقدرة المجتمع على متابعة الأداء وتقييمه، أم إنه نتاج شحنات سلبية متراكمة في النفوس ضد وزارة الصحة وبالصدفة حركتها الأحداث في وجه الوزير الجديد؟ بشكل مختلف، هل الناس أدركوا أن شراكتهم المفترضة في رسم السياسة الصحية الوطنية تبدأ من حيث التفاعل بابتهاج كلما أعفي وزير صحة من منصبه، على أمل أن القادم أجمل أو أعقل، أم إن المسألة بكاملها تدور في فلك سوء تقديرات الوزير الخطيب، وقلة حصيلته من فن الخطابة؟ الأسئلة مفتوحة والتخمينات المرافقة لخبر إعفاء معاليه توسعت، كما أرى. الاستفهامات كانت وما زالت كثيرة، غير أنها تضاءلت أمام احتمال سقوطه على يد»اللقافة المرافقة أو المضيفة»، إضافة إلى حرارة التعامل المكشوف مع الجمهور تحت ضوء الفلاشات غير المخصصة للدعاية.. كادت تنعدم الرؤية في هذا الطريق الفرعي لولا التلميح الموفق في مقال الأستاذ موفق النويصر في هذه الصحيفة قبل عدة أيام. على مستوى الإعلام المفتوح تحتفظ الذاكرة الرقمية بكل التفاصيل مع مزيد من التحليلات المبهرة.. ويظل الثابت أن وسم إعفاء وزير الصحة شكل مساحة غير مشبكة تشرق فيها التفسيرات والتأويلات وتغرب دون رسوم. الشاهد أن المساحة ضاقت مقابل شبه التوافق على كون ما حصل يعد تعبيرا رسميا بالغ الأهمية للدلالة على عدم احتوائه مطالب الناس والقدرة على تسوية احتياجاتهم وتطبيب معاناتهم في إطار الأنظمة المرعية، والإمكانات المعززة بالمرونة، والدعم السخي الذي تبذله الدولة في سبيل رعاية مواطنيها، وبالذات اجتماعيا وصحيا، وهذا لا يقلل من قيمة الرعاية في الجوانب الأخرى إطلاقا. الخلاصة أن الرسالة واضحة. اليوم الوضع يفرض نفسه ويضع الوزير أينما حلت حقيبته الوزارية ومعه كل موظف أمام المحك. الإمكانات موفرة، والسباق مع الزمن من معطيات المرحلة، وفي كل المنعطفات يظهر الإنسان السعودي ثابتا في محور اهتمام الدولة، وهذا يكفي لسبر غور تطلعات القيادة لمن أراد الانطلاق بقوة والتحرك على قاعدة مأمونة. في الختام يظل اللافت أنه رافق وسم إعفاء الوزير الخطيب أصوات تفضل عودة وزير الصحة الأسبق حمد المانع، وهو الذي زاد تفاؤله بالوزير الخطيب. هل المجتمع متعاطف مع الدكتور المانع لسبب ما؟ هنا لا أقول سوى إنه يستحق التقدير، وهنا تثور الأسئلة: ما هو الشيء الذي جذب الناس للمانع وشجعهم على المطالبة بتوليه الوزارة مرة أخرى؟ أعرف أنه نزيه، ومخلص وصاحب تجربة. وفي النهاية لا بد أن للمجتمع حساباته، وهذا هو المهم، فهل يعود المانع وزيرا للصحة؟ الأمر لأهله.. وبكم يتجدد اللقاء.