الاقتصادية - السعودية أغلقت الأسواق الأمريكية تداولات الإثنين السادس من نيسان (أبريل) على ارتفاع مؤشري داوجونز وS&P500 بنسبة 0.66 في المائة لكليهما، وتفاوت أداء القطاعات والشركات المدرجة بحسب شهية المستثمرين وتوقعات المحللين. أما بالنسبة لشركة تسلا فقد ارتفع سهمها أكثر من 6 في المائة ذلك اليوم في ضوء نتائج مبيعات الموديل S في الربع الأخير والتي فاقت التوقعات ليصل سعر السهم إلى 203 دولارات. ما «ِتسلا» (بكسر التاء)؟ أُطلق اسم تسلا تيمنا "بنيكولا تِسلا" المهندس الفيزيائي الصربي (ولد عام 1856) ومخترع التيار المتردد AC الذي يغذي الأجهزة بالتيار الكهربائي. وتسلا هي شركة أمريكية متخصصة في تصميم وتصنيع وبيع السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية، وهي شركة مساهمة عامة مدرجة في بورصة ناسداك برمز TSLA. طرحت الشركة أول موديل سيارة لها باسم Roadster تعمل ببطاريات الليثيوم أيون التي يكفي شحنها (مرة كاملة) لقطع مسافة 320 كيلو مترا. كان انطلاق الشركة عام 2003 على يد المستثمرين مارتن إبرهارد ومارك تاربننج اللذين قاما بتمويلها في الدورة الأولى Series A حتى مجيء المستثمر الفذ "إيلون ماسك" Elon Musk (كندي من أصل جنوب إفريقي) الرئيس الحالي للشركة. وكان هدف "ماسك" تحويل السيارة إلى منتج تجاري مفضّل لدى هواة التقنية ومن ثم إلى شرائح أخرى من المستهلكين وذلك في عام 2004. وقد استثمر ماسك مبلغ 7.5 مليون دولار من أمواله الخاصة في المرحلة الأولى ثم 13 مليونا في المرحلة الثانية، وتوالى تمويل الشركة إلى خمس مراحل حتى عام بإجمالي مبالغ مستثمرة 187 مليون دولار وعدد 147 سيارة منتجة. وبحلول عام 2009 استحوذت شركة دايملر على 10 في المائة من "تسلا" ومن أبو ظبي قامت شركة آبار للاستثمار بشراء نصف حصة "دايملر" في الشركة. وهكذا توالى المستثمرون الذين استهوتهم التقنية وارتأوا في الشركة فرصة واعدة، وفي عام 2009 نفسه حصلت "تسلا" على قروض من الحكومة الأمريكية بلغت 465 مليون دولار تم ردها بالكامل بحلول عام 2013 وهو ما لم تتمكن من فعله شركات ضخمة مثل فورد ونيسان. في عام 2010 تم طرح "تسلا" كشركة مساهمة عامة، تلاها الإعلان عن شراكة استراتيجية مع شركة تويوتا. ومن خلال عملية الطرح العام جمعت الشركة 226 مليون دولار من السوق الثانوية لتكون بذلك ثاني شركة سيارات تطرح كمساهمة عامة منذ شركة فورد عام 1956! وللراغبين في اقتناء السيارة فسعرها اليوم يبدأ من 100 ألف دولار. بالنسبة لسهم الشركة فكان 20 دولارا وقت الطرح الأولي IPO وظل في حدود 35 دولارا حتى الربع الأول من 2013 ومن بعدها بدأ بقفزات عالية إلى 190 دولارا في أيلول (سبتمبر) 2013 ثم 246 دولارا في آذار (مارس) 2014 ليتأرجح بتذبذبات عالية. وكان إغلاقه في جلسة الإثنين السادس من آذار (مارس) 2015 بسعر 203.10 دولار. يذكر أن السهم مثل معظم أسهم التقنية يتصف بالمخاطر العالية ولا يناسب جميع فئات المستثمرين. لكن مسار الشركة في ظل إدارتها الحالية صاعد وواعد. ويتطلع "إيلون ماسك" لمواصلة ابتكاراته التقنية "التي تشمل الفضاء والوصول إلى المريخ" دون توقف. وقد أعلن منذ أيام إطلاق نوع جديد من البطاريات المنزلية "النظيفة" التي ستباع للمنازل والشركات، ويعكف حاليا على بناء أضخم مصنع للبطاريات على مستوى العالم وذلك في ولاية نيفادا الأمريكية.