عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية حين يهاجم الإعلام الغربي دولة ما، وشخصية ما، فإن هذا يبدو أمرا مألوفاً وطبيعياً، وهو في سياق حرية الإعلام لديهم، والتي قد تكون منفلتة أحياناً وقد تتعرض حتى للمقدسات، نحن في العالم العربي الهادئ والجميل ليس لدينا هذا الترف من قلّة الحياء والأدب، نحن مؤدبون لدرجة أنه لا يمكن تصور حملة إعلامية منظمة ومستمرة مصحوبة ببعض المظاهرات المفتعلة والساذجة أداءً وإخراجاً وتمثيلاً في دولة عربية ضد أي أحد دون أن يكون كبارها راضين عن هذا الفعل، وكما يقول أفلاطون في كتابه الجمهورية «كلنا عيال قريّة وكل (ن) يعرف أخيّة». وأحياناً يجتهد الإعلامي العربي «فيجوّد» ويزيد في الأداء الدرامي والردح معتقداً أنه يتقرب بذلك زلفى إلى «الناس اللي فوق»، فيحرجهم ويحرج نفسه ويحرج الحلفاء والأعداء والمخرجين والممثلين والكومبارس وعامل المسرح! و»الردح» كفن عريق يكون مفهوماً ومنطقيا حين يأتي من جهة بينك وبينها تعارض مصالح وخلاف وقطيعة «كما يفعل بعض اللبنانيين الذين يردحون من الضاحية الجنوبية، رغم قلة الأدب في العبارات التي يستخدمونها إلا أن هذا مفهوم، وفي سياق الردح الطبيعي ضد من تختلف معهم وتعارض مصالحهم مصالحك! غير المفهوم أن يكون الردح ممن يفترض أنه حليفك، وأن مصالحه هي ذات مصالحك، وأن أهدافك هي ذات أهدافه، ويقول المغرضون أمثالي أن هذا علم جديد اسمه الردح من أجل الابتزاز، ولكن هذا النوع يصبح عديم الجدوى حين تعتمد على نفسك وتملك قرارك، حينها سيكون مثل هذا الردح مجرد شيء يصلح للتسلية وتزجية أوقات الفراغ ومشاهدة بعض الوصلات الطريفة من الشتائم سواء كانت «بحمالات» أو بدون! [email protected]