عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية وبما أن الحديث ما زال طازجاً حول شارلي إيبدو فلا ضير في المشاركة، فالجميع يتحدث، وفهم الأمور ومعرفة حقيقتها ليس شرطاً للحديث عن أي أمر، ولو كان ذلك شرطاً لكانت الصحف تصدر بيضاء ناصعة البياض لا يدنسها الحبر، وكما قيل «لو أن الناس لا يتحدثون إلا فيما يفهمون لبلغ الصمت حداً لا يطاق»! ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد فإن مثل هذه الأحداث الإجرامية فرصة لكتاب المقالات، خاصة الذين يكتبون بشكل يومي لأن الثرثرة لا بد لها من وقود يكون في الغالب حدثا سيئا! الأخبار التي ينقلها الإعلام عن هذه الجريمة ذكرتني بمشهد لعادل إمام في إحدى مسرحياته وهو يقول عباراته التي تبدأ بقوله: «ثم ماتت رابعة .. وتنتهي بقوله: ثم مات المنتج والمخرج ومات جميع الممثلين وحين عرض المسلسل مات المشاهدون جميعا»، فكل من له علاقة بهذه الحادثة مات أو انتحر وهذا لغز لا أقول إنه يدل على شيء بعينه، لكنه لا بد يدل على شيء ما! أما الجانب «المضحك المبكي» في هذه الحادثة فيكمن في أمرين، الأول هو حضور بنيامين نتنياهو ليندد بالإرهاب، والأمر الآخر الذي لا يقل في كوميديته السوداء عن حضور نتنياهو فهو الأحاديث والمقالات والمواقف التي تبناها كثير من «المسؤولين» والتي يدافعون فيها عن حرية الصحافة في فرنسا في الوقت الذي يقفون بكل قوة ضد أي حرية للإعلام في بلدانهم. حين تقرأ لكاتب يقول إن حرية التعبير حق لأي إنسان مهما كان رأيه مخالفاً لما تعتقده وتؤمن به، فإنك يجب أن تحب هذا الكاتب وتعجب به، وحين تقرأ لنفس الكاتب مقالاً يحرض فيه على من يخالفه ويدعو لإسكاته، فإنك يجب أن تستمر في محبة ذلك الكاتب، ولكن لا بد أن تكره نفسك! [email protected]