عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية لا شيء يستحق الشفقة هذه الأيام أكثر من المنتخب السعودي لكرة القدم، وقد أصبح يتسول مدرباً فلا يجد حتى يشارك في البطولة التي تسيدها سنوات طوال قبل أن يسحبه الاحتراف الأعرج والفكر الأعوج إلى قاع يبدو أنه سيبقى فيه طويلا، فلا يلوح في الأفق ما يدل على أن الأسباب التي أدت به إلى هذا المآل في طريقها للزوال، بل إنها »باقية وتتمدد«! وأحمد عيد رجل طيب القلب حسن النوايا ولذلك فإنه »الرجل المناسب في المكان المناسب في الزمان غير المناسب«، ليس هذا زمن أحمد عيد ولا زمن طيبته ولا حسن خلقه وأدب لسانه، فالاتحاد السعودي لا يليق به أن يتسول مدرباً موقتاً ويقبل شفقة قادمة من خارج الحدود لأنه لم يجرؤ على أن يستعين بمدرب موقت من الأندية السعودية، يعلم أنه لو فعل حتى عن قناعة ونية سليمة وهدف نبيل فلن يرحمه أحد، ستنصب له فئة المشانق لأنه أخذ مدرب فريقها، وفئة أخرى ستنصب له مشانق لأنه لم يأخذ مدرب الفريق المنافس إلا لأن له مآرب أخرى.. وهذا أمر طبيعي في ظل وسط رياضي موبوء مريض، قائم على التشكيك وسوء الخلق وقلة الأدب، فهذه البضاعة التي »تجد رواجاً« ولذلك فإن أغلب إعلاميي هذا الوسط لم يجدوا بضاعة يبيعونها للناس سواها! لم تعد كرة القدم لعبة تنافسية، ولم تعد الفروسية ولا النبل سمة هذا الوسط، وأصبحت مهمة »الإعلامي« الرياضي الوحيدة هي شتم الآخرين والتقليل منهم.. إن كانت هذه هي الرياضة، وهذا هو مفهومكم لشرف التنافس فاذهبوا أنتم وهي واحترافكم واتحادكم وأنديتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، وأعيدوا لنا منتخبنا..! [email protected]