مكة أون لاين - السعودية ثلاث حلقات يخصصها معدو ومقدم برنامج الثامنة الذي تبثه قناة الإم بي سي للإضرار بسمعة جمعية البر في مكةالمكرمة بذريعة الوقوف مع نزيلات الجمعية والمستفيدات من خدماتها.. وجمعية البر في مكة هي أولى جمعيات البر في المملكة، وخدماتها شملت عبر مسيرتها مئات الآلاف من الفقراء والمساكين في بيت الله الحرام.. وأقول إفلاس، لأن الحلقات الثلاث تناقش نفس الموضوع وتستضيف نفس الضيوف وتكرر نفس الادعاءات وتتلقى نفس الإجابات والإيضاحات من مسؤولي الجمعية والتي صادقت عليها لجنتان كلفتا من إمارة منطقة مكةالمكرمة ووزارة الشؤون الاجتماعية لتقصي الحقائق بعد بث الحلقة الأولى. أصل الموضوع هو ادعاء مجموعة صغيرة من المستفيدات من خدمات برنامج الإسكان – هو واحد من 24 برنامجا تقدمها الجمعية لفقراء الحرم - بأن الجمعية طردتهم من مساكن الجمعية إلى الشارع، وأنها عاملتهم معاملة سيئة، في حين أن الحقيقة هي أن هناك مبنيين من مباني الجمعية التي تستخدمها في إسكان المحتاجين، تم نزع ملكيتهما من قبل جهة حكومية من أجل استكمال مراحل تنفيذ الطريق الدائري الثاني، وأُمرت الجمعية بإخلائهما خلال فترة قصيرة نسبيا، فبادرت بإبلاغ السكان وعددهم 67 أسرة بأمر الإخلاء، وقدمت لهم بدائل عدة تتراوح ما بين النقل لسكن بديل في مباني الجمعية، أو صرف مبلغ للمساعدة في استئجار مسكن بديل، وتم إعادة تسكين جميع الأسر دون استثناء وفقا للبديلين المشار إليهما، بما فيهم الأسر التي استضافها برنامج الثامنة ثلاث مرات. ومن يستمع بإنصاف للحلقات الثلاث، سيجد أن إفادات المشاركات أنفسهن تؤكد أن الجمعية لم تطردهن ولم تتخل عنهن وقامت بواجبها تجاههن، ويتضح له أن البرنامج يفتعل قضية من لا شيء، ويضخمها ويلبس على المشاهدين بالقفز من أصل المشكلة - التي ليست من صنع الجمعية أصلا- إلى فرعيات ليس عليها دليل، مثل سوء المعاملة وطرد المستفيدات إلى الشارع، وفي الحلقة الأخيرة واصل القفز وأضاف ادعاءات جديدة مثل: أن في مجلس الإدارة خمسة من أقارب رئيس مجلس الإدارة، ليتضح في نفس الحلقة أن أقارب الرئيس في المجلس هما اثنان فقط وجاءا بانتخابات أشرفت عليها واعتمدتها وزارة الشؤون الاجتماعية. وأما الإسفاف فيتمثل في أسلوب مقدم البرنامج، الذي لم يراعِ سن ولا مقام رئيس جمعية البر بمكةالمكرمة، إذ جرده أثناء النقاش من كل ألقابه، وناداه مرارا باسمه مجردا (طارق)، وخاطبه عند الحديث عن الجمعية بعبارة (ما هي حلال أبوك)، وكرر الإملاء عليه بترك الجمعية، وإنهاء خدمات بعض موظفيها. إن الحملة غير المبررة التي يشنها برنامج الثامنة على جمعية البر في مكةالمكرمة، فيها إضرار ليس بالقائمين على الجمعية، وإنما بالمستفيدين من خدماتها من فقراء ومساكين الحرم، إذ قد يؤدي ذلك إلى إحجام أهل الخير عن التبرع لها والدفع إليها بزكواتهم لتوزيعها على مستحقيها، لذلك أجد لزاما على المسؤولين عن العمل الخيري التصدي لهذه الحملة الظالمة وإيقافها بكل الوسائل النظامية، وعدم السماح لها بالنيل من سمعة العمل الخيري بادعاءات متهاوية وهي للكذب والافتراء أقرب. بقي لي أن أهمس في آذان مقدم ومعدي البرنامج بالتحذير من الإضرار بأهل الحرم، لأن الله سبحانه وتعالى قد توعد من يرد الظلم فيه بالعذاب الأليم، وأكاد أجزم بأنهم لن يسلموا من توعد الله لهم إن هم أصروا واستمروا في حملتهم الظالمة من بعد ما تبين لهم الحق.. والله الهادي إلى سواء السبيل.