الاقتصادية - السعودية الأمومة هي السر الأروع في حياة كل أنثى، وهي الحكاية المغزولة حبًا وجمالاً رائعًا يبدأ من كلمة ماما.. ولكن هذه الكلمة تكبر وتكبر معها المسؤولية التي لابد أن تلتزم بها كلّ أم مربية ومهتمة بتنشئة طفل سوي وسليم النفسية.. إن التربية متعة كبيرة متى ما كانت ذات مرونة عالية ووعي من المربي أو من المسؤول عن الطفل الذي هو أشبه بالعجينة سهلة التشكيل والتلوين بكل استمتاع. أقدم بكل حُبّ نصائحي العشرة والتي هي مزيج ما بين دارسة وبحث وإطلاع وملاحظة.. النصيحة الأولى: كوني مستمعة جيدة. الإستماع لطفلك مهم للغاية، خصوصًا في سنواته الأولى، والتي يكثر بها السؤال والتعبير ونطق الكلمات الجديدة، والتفاعل مع الأصوات. استمعي له وأظهري الاهتمام الصادق والفعلي لكل ما يقوله بحبّ.. كوني له مصدر الأمان والتي يهرب إليها ليجد أمانه، اطلبيه أن يتحدث بحرية ووضوح وصراحة تامة، دعيه يتحدث عن أخطاءه دون إنفعال منك، استمعي له بعمق ولا تجعليه يهرب من أن يقول لك كل ما يتعرض له من الآخرين أو من مواقف مرت به، أخبريه أن من حقه ومن أبسط حقوقه أن يخطئ ليتعلم، وأن يتخبط ليقف من جديد وأنه لا يوجد هناك فشل إنما توجد نتائج. لا تمنعيه من الخطأ إنما قومي بتعليمه طرقًا وأساليب أخرى كي ينجح، كوني المستمعة على الدوام مهما بدا الذي يقوله مُغضبًا، لا تقومي بالغضب، إنما قومي بالإحتواء وإعادة البناء. النصيحة الثانية: أجيبي عن السؤال بسؤال. فمثلا حين يسألك: "ماما ماذا أفعل في هذا الصندوق؟" ليكن جوابك: "برأيك يا حبيبي ماذا يمكننا أن نفعل به؟" منها تزرعي الثقة بذاته لكونه سيشعر بأن رأيه محط اهتمام، وكذلك سيبدأ بالتفكير وسيتحرك ذهنه بعصف يقوم به من أجل أن يجد حلا، وأخيرًا سيتعلم الإستقلالية وأن لا يعود إليك في كل شيء. ولكن في المقابل كوني مشبعة لأسئلته التي يريد منها جوابا شافيا، اشرحي له، أجيبيه بحب، تجاوبي معه واجعليه يثق بك حتى لا يفتش عن مصدر آخر ليجد اجابة ربما لا تتناسب مع تفكيره الطفولي. النصيحة الثالثة: احتضني وعانقي طفلك كل يوم من ست مرات إلى ثمان مرات.. الاحتضان والعناق والتقبيل والإحتواء واظهار الحب العميق مهم جدًا لزرع سلامه النفسي وثقته بذاته وبأنه مقبول ومحبوب ولتعزيز شعوره ورباطه العاطفي ناحيتك وناحية الآخرين لأنه حين يكون مشبعا سيمنح الآخرين دون أن يبحث عن العاطفة بطريقة خاطئة فكثيرًا ما يفتش الطفل المحروم عاطفيًا من أمه عن العاطفة لدى معلمته أو خادمته. النصيحة الرابعة: أشركيه العمل برفقتك. سواء في أعمال المنزل وصنع الكعك والحلوى وحتى التنظيف والتجهيز لاستقبال الضيوف والترتيب.. وحتى في التبضع للبيت، وغيرها من المهام التي تجعله يشعر بالمسؤولية من صغره. النصيحة الخامسة: أزرعي لديه حب القراءة. وأكدي على أهميتها وأنها احتياج ضروري مثل الطعام والشراب، واطلبي منه أن يختار قصصا لقراءتها برفقتك، واصطحبيه للمكتبة لشراء كتب جديدة كل أسبوع أو كل شهر ونظمي جدولاً للقراءة حتى يشعر بأهميتها بالفعل. النصيحة السادسة: لا تذكري العقاب الرباني ولا العذاب ولا النار لديه حتى يتم العاشرة من عمره. لأن ذلك محرم نفسيا قبل أن تكون حرمته دينية. ولا تقومي بتهديده بأن الله سيقوم بمعاقبته إن لم يفعل كذا وكذا.. أو إن قام بالكذب عليك، وكوني واعية بأن الطفل لا يكذب أبدًا إنما يتخيل، وفرق بين الكذب والخيال، هو ينسج لك قصصا من وحي خياله إما جذبًا لك، أو هروبا من عقابك وخوفًا منكِ، وغيرها من أسباب نفسية عميقة لا علاقة لها بالكذب الذي لا يفهمه. اذكري الله أمامه دائما بكل حب، وبأنه مصدر الأمان والرحمة واللطف والخير والكرم والجمال والعطايا.. ليكن ارتباط الإله لديه رائعًا وجميلاً، وازرعي محبة الله في قلبه دون أن تذكري غير ذلك حتى يتجاوز العاشرة من عمره. النصيحة السابعة: إياك والإيذاء اللفظي أو البدني لطفلك. انتقِ كلماتكِ أشد الإنتقاء، فكلمة واحدة كفيلة ببناء الطفل أو هدمه، لذلك لتكن كلماتك حانية ولطيفة ونظيفة وابتعدي عن الألفاظ البذيئة والمؤذية للسمع لأنه سيتشرب منكِ كل كلمة وكل لفظة بالعموم فليكن كلامك محسوبا ولا تتحديث بحديث تندمين من بعده غدًا.. وحين تحتاجين لمعاقبته على خطأ قام به ليكن عقابك بالحرمان من أمر محبب، مثلا من الخروج أو من مشاهدة التلفاز، وليكن بالشكل المعقول والمتزن. وبالمقابل ليكن تعزيزك لأفعاله الجيدة معقولاً ومتزنًا مع أهمية الثناء المستمر والدائم لكل فعل جميل يقوم به. النصيحة الثامنة: لتكن ردود أفعالك واحدة. لا تكوني متناقضة لدى طفلك حين يقوم بأمر معين تضحكين في المرة الأولى وفي المرة الثانية تصرخين بوجهه! الطفل لا يعي ذلك، كوني واعية أمامه لأنه يثق بك فلا تجعليه يشك بنفسه بسبب ردود أفعالك المختلفة لذات الفعل والموقف. النصيحة التاسعة: إلعبي برفقة طفلك من وقت لآخر. مارسي الجنون برفقته وكوني مثله تماما، لوني برفقته واضحكي وارقصي واركضي وقومي بالغناء، وأشعريه بأنك مستمتعة تماما بذلك.. النصيحة العاشرة: قولي له أحبك صباحا وعند النوم، قولي له من حسن الحظ أنك ابني ومن حسن الحظ أنك ولدت وأتيت لهذه الدنيا، ومن الرائع أنك طفلي.. قولي له أنك حبي الأول وبهجتي الدائمة.. قولي له أنت فخري وسعادتي ونور الحياة بالنسبة لي، أسمعيه كلمات الحب الصادقة وامنيحه شعور الحب الأمومي العظيم فأنت أم رائعة وحقيقية وعظيمة بالفعل.