المدينة - السعودية أدت الأزمات الحادة التي عصفت بالمنشآت الاقتصادية خلال العقود الثلاثة الأخيرة سواء الاقتصادية أو غير الاقتصادية إلى ظهور الحاجة لاتباع أساس جديد للمراجعة الداخلية يمكنها من التعامل مع المخاطر التي تعوق تحقيق أهداف المنشأة، وبذلك بزغ التحول من تقييم نظم الرقابة الداخلية ومن ممارسة أنشطة المراجعة الداخلية على المستوى التشغيلي، إلى ممارسة المراجعة الداخلية على المستوى الاستراتيجي، الأمر الذي يتطلب ضرورة تعزيز الدور الذي تلعبه وظيفة المراجعة الداخلية في المنشأة في تحسين عملية إدارة المخاطر والرقابة. فمع ازدياد المنافسة وزيادة درجة عدم التأكد التي تحيط بالمنشآت كان على إدارة المنشآت أن تدير وتتعامل مع العديد من مصادر المخاطر ، مما أوجب على المراجع الداخلي أن يغير تكليفاته الوظيفية من مجرد المراجعة المالية فقط إلى المراجعة الشاملة للمنشأة ككل وأن يقوم بالتأكد من قيام الإدارة العليا بالتعامل مع المخاطر وتدنية آثارها على المنشأة إلى المستوى الذي يقبله مجلس الإدارة، ولذا فإن المنهج الملائم للمراجعة الداخلية في ظل قيام الإدارة العليا بالتعامل مع المخاطر وإدارتها هو مدخل المراجعة الداخلية على أساس الخطر Risk-Based Internal Auditing (RBIA) والذى أوصى به معهد المراجعين الداخليين Institute of Internal Auditors-UK and Ireland من خلال قيام المراجع الداخلي بتقديم تأكيد موضوعي مستقل « Enterprise Risk Management (ERM) لمجلس الإدارة عن مدى فعالية أنشطة الإدارة العليا في إدارة المخاطر. وطبقا لهذا المدخل فان المراجع الداخلي يقوم بدورين، الأول يعنى بالتأكد من مدى فعالية عملية إدارة المخاطر أما الثانى تقديم توصيات فى حالة عدم فعالية عملية ادارة المخاطر. وفي هذا الصدد نجد أن المراجعة الداخلية تتطور في ذات الاتجاه الذى تسير به مقررات بازل (1)،(2)،(3) التى تُعنى بقدرة الوحدة (المنشأة )على الاستمرار في ضوء المخاطر المنتظمة وغير المنتظمة التى يتسم بها نشاط المنشأة. في ضوء ما سبق، ندعو الهيئات والجمعيات المهنية التى تعنى بمهنة المحاسبة والمراجعة اضافة الى المؤسسات الجامعية ذات العلاقة الى ابراز أهمية دور المراجعة الداخلية على المستوى الاستراتيجي من خلال التعريف ب» المراجعة الداخلية على أساس الخطر» كاتجاه لتطوير ممارسات المراجعة الداخلية بالمنشآت الخليجية.