الوطن - السعودية لو انسقت خلف إعلان شركة عقارية تفرش لك الأرض بساطا أحمر، تعبر عليه نحو أحلامك ومستقبلك، واكتشفت في النهاية أنك اصطدمت بالجدار، وكنت ضحية لهذه الشركة التي سطت على مدخراتك و"فلوسك"، فلا أحد يلومك كثيرا، لأنك كنت واثقا أن الشركة تروج لمنتجاتها تحت الشمس، وعلى مرأى من الجهات المختصة.. بالتالي تخرج من دائرة الملامة إلى حد كبير - على الأقل أمام نفسك - ومن حقك المطالبة بالتعويض واسترداد "حلالك"! - لكن - ركز معي - حينما يضحك عليك زميلك في العمل ويوهمك بالثراء، ويرسم لك مستقبلا مشرقا وينقلك من سلطة مديرك المزعج إلى أن تكون أنت المدير و"الآمر الناهي"، ومن هذا المكتب "المكركب" إلى شركة عملاقة أنت صاحبها، وتنساق خلفه ك"الخروف"، وتكتشف في النهاية أنك دخلت بقدميك إلى حظيرة الخيبة، وتحطمت أحلامك على أول "ربطة برسيم"، فلا تلم إلا نفسك.. ولا تشغلنا بأخطائك وسذاجتك.. أنت تعيش في عزلة عن المجتمع، ولا تقرأ ولا تسمع عن التجارب المماثلة التي يقبع أبطالها خلف القضبان! - لا تعتقدوا أنني أمارس جلد الذات.. هذا الواقع.. تنقل صحيفة الحياة أن الجهات الأمنية في السعودية تلاحق مواطنا احتال على عشرات المواطنين من خلال إنشاء مؤسسة وهمية على شبكة الإنترنت، زاعما أنها تعمل في استثمارات مالية، ليتمكن من سرقة نحو 400 مليون ريال من هؤلاء المساهمين الباحثين عن الثراء السريع والفرار بها إلى خارج البلاد! هذه القصة ليست ضمن القصص التي تناقلها المجتمع خلال السنوات العشر الماضية.. هذه قصة جديدة طبعة 2015! في التفاصيل المضحكة ظهرت علامات الثراء السريع على أحد الموظفين الحكوميين وبعد سؤال زملائه له عن مصادر دخله المالي، أفادهم بأن لديه استثمارات مالية من طريق الإنترنت، وبقية الحكاية تستطيعون إكمالها.. وتستطيعون أن تضعوا العنوان المناسب لهذه الحكايات! - قابلت شقيقا عربيا، سألته عن انطباعه عن بلادنا.. قال "هذا البلد فيه فرص استثمارية كبيرة بحاجة إلى من يقتنصها".. الآن فهمتك يا صاحبي!