أنحاء - السعودية ان من نعم الله التي قد لا يلحظها كثير من الناس انتقال السلطة من ملك لاخر بيسر وسهولة اخذين في الاعتبار اننا دولة عربية ومن دول العالم الثالث ليست ذات دستور مكتوب ، فتلك نعمة لا يعرفها الا من تبصر بمألات الاقتتال الداخلي والحروب الاهلية ، فلك اللهم الحمد والمنه والهمنا يا رب الرشد لكل ما فيه صلاح بلادنا. اما وقد من الله علينا باعظم نعمه بذلك الامر فاقول رحم الله السلف ووفق الخلف . وبعد هذا الترتيب الداخلي لبيتنا الكبير فلابد من التفاتة جادة نحو الخارج في ظل هذه الاحداث المحيطة بنا ، فنحن دولة كبرى اقليميا راسخة الامر ، هي اقدم من كل الدول المحيطة بنا . فلا يجب ان نكتفي بردود الافعال للتغيرات حولنا ( احيانا في السنوات الاخيرة اتخيل اننا حتى رد الفعل لا نقوم به ) بل يجب ان تكون المبادرة بايدينا وان يكون لنا استباق الاحداث بدلا من انتظارها . كما ارى وارجو الا اكون مخطئا ، انه محليا يجب ان نبدأ نقله حقيقة نحو افساح حرية ابدأ الرأي ، فلا تنهض الامم الا باراء ابنائها وكيف للرأي ان يعرف الا بابدائه ؟ لا يتكون الرأي العام الناضج الا بالنقاش الحر . وربما يلزم الغاء بعض القوانين الاخيرة المقيدة للرأي والتي ربما كانت استجابة لاحداث حولنا ، فالقانون منظم حياة المجتمع لاجيال وليس ردة فعل لحدث . وربما اهم تطوير محلي نحتاجه هو تطوير حقيقي للشورى ليكون مجلسها اقرب للعمل البرلماني ، فاضافة نساء له قد يكون امرا جيدا لكنه ليس مغيرا لحقيقة المجلس وليس ناقلا للامة للمستقبل . لا يهمنا من هو عضوه بل يهمنا ما هو اثره . لا يمكن لمجلس ان تعتمد عليه الامة وهو لا يستطيع ان يقر الميزانية ولا يراقبها ولا ينظر في التعينيات العليا ولا يدري بها . واخيرا ان الاوان والظرف كما نرى ان تلغى كافة الامتيازات المالية التي تقدم لاي فئة في المجتمع فالكل عباد الله جزأ من الامة لكل حظ متساوي في المال العام . من اراد ان ينفق فليعمل ولينفق من كد يده وعقله . قد يقول قائل اني قد توسعت في الطلب وابعدت المسالة وخصوصا اخرها ، فاقول لا ، بل ذلك هو الحد الادنى لدولة مثلنا، دولة تحتضن الحرمين تفخر بتطبيق الشريعة والعدل هو الشريعة . مم نخاف والكل مجمع على هذه القيادة مم نخاف ونحن دولة متماسكة البنيان ضاربة الجذور في الزمن . دولتنا ليست عالة على التاريخ وليست عبئا على الجغرافيا فان لم تكن ريادة التطور والعدل لنا فلمن تكون ؟ ان لم تكن لنا فلن تكون .