الاقتصادية - السعودية كنت في جدة نهاية الأسبوع الماضي، لم أمر في شارع إلا أجد تحويلة أو مطبا أو حفرة. هذه الحال ليست مقصورة على جدة، وإنما هذا حال أغلب المدن، خصوصا الكبيرة التي تحظى بميزانيات وأمانات. استغرقت رحلتي من المطار إلى شارع فلسطين أكثر من ساعة لسببين: أولهما تلك العوائق المنتشرة، والآخر جهلي بالطرق المختصرة التي كنت أشاهد الناس يتجهون إليها. كان لجدة شرف لفت انتباه كل مسؤولي الدولة عندما تحولت شوارعها إلى مسابح وبحيرات، وجرفت السيول سياراتها، وفقدت كثيرا من أبنائها في تلك الحادثة التي "تنذكر ولا تنعاد". للحقيقة أقول إن من سوانح الزمان أن خالد الفيصل كان حاكما إداريا في تلك الفترة، فاستدعى "أرامكو" وكلفها بإصلاح ما أفسدته الأمانة وغيرها من الجهات الحكومية. هذا الحال لا يمكن أن يدوم، وليس صحيحا أن تتولى "أرامكو" ستر عيوب الجهات وتفقد في تلك الأثناء بوصلتها. إن الحلول الوقتية لا يمكن تعميمها؛ لأن ذلك سيحول الجميع إلى "قناصي فرص"، وهذا ما حصل بعدما قرأنا عن جهات أخرى تطالب بأن تكلف "أرامكو" بإدارة مشاريعها. الإشكالية الكبرى في هذه القضية ليست الانتهازية فقط، وإنما الدفع ب "أرامكو" إلى أسفل في كفاءة الأداء، ما دامت تتعامل مع هذه الفئات التي لا تنال إدارة المشاريع عندها القدر الكافي من الإعداد والتنظيم والمراقبة والتقييم. يضاف إلى هذه المشكلة أن الجهات الحكومية التي تعيش بعيدا عن حسن الأداء، سترمي "بلاويها" على "أرامكو"، هذه النظرية تسمى الإسقاط. أمانة جدة التي لا تزال تدور في حلقة الشوارع المغلقة والحفريات المستديمة والحفر الملتهمة للبشر والسيارات، والخدمات المتردية على الرغم من الميزانيات المليارية، تلوم مسؤول مشروع الأمطار والسيول على تجمعات المياه وعدم تنظيف قنوات الصرف. يقول المثل "خيرا تعمل شرا تلقى". "أرامكو" قامت بتنظيف قنوات الصرف الحالية في سنوات سابقة مساعدة منها للأمانة لحين تجديد عقود تنظيفها، فلامتها البلدية على عدم تنظيفها بعد السيول الأخيرة. كانت إمارة منطقة مكة لحسن الحظ بالمرصاد، وأكدت أن "أرامكو" أنجزت الأعمال المطلوبة منها وليس عليها أي ملاحظات. أطالب بإبعاد "أرامكو" عن هذا الجو الموبوء، حتى لا تلحق بغيرها.