تحوّل المجلس البلدي في جدة خلال جلسته الأسبوعية أمس، إلى مدافع عن أمانة جدة أمام 70 مواطناً ومواطنة، حضروا جلسة المجلس لبث شكواهم، ومعاناتهم مع مشاريع أمانة جدة، وذلك في جلسة حملت عنوان «جدة ومشاريع السيول والأمطار». وأصدر المجلس البدي في جدة أمس بياناً صحافياً يعزّي العائلات التي فقدت أبناءها في حفر الصرف الصحي المكشوفة أخيراً، ومن تلك العائلات عائلة الطالب عبدالله الزهراني الذي سقط في حفرة للصرف الصحي جنوبجدة، والشاب علي منشو الذي راح وابنه ضحية لإحدى الحفر المكشوفة في شارع التحلية في الشهر الماضي. وأوضح البيان أن وجود المواطنين في الجلسات يسهم في إصدار القرار مع الجهات الخدمية المسؤولة عن مدينة جدة، إذ إن ملتقيات المواطنين من أهم أهداف المجلس في همزة التواصل الذي يوفرها بلدي جدة بين صوت المواطن والمسؤول. وبيّن عضو المجلس البلدي الدكتور أيمن فاضل أن ما حصل للمحافظة أخيراً بعد هطول الأمطار كان بسبب السيول ومشكلات الأمطار، ووجدت لها بعض الحلول العاجلة والموقتة وطويلة الأجل، مشيراً إلى أن تصريف الأمطار يحتاج إلى بنية تحتية قوية وشبكة صرف كانت أمانة جدة هي المسؤولة سابقاً. وأضاف: «بموجب الأمر السامي فإن اللجنة المشكلة الأخيرة في بداية عام 1432ه، جعلت المسؤوليات ليست من مهام أمانة جدة وسلمت للجنة، والأمانة ليست لها موازنة لمعالجة السيول والأمطار، وإنما صيانة شبكة تصريف الأمطار القديمة، واللجنة قامت بتحديد شركة أرامكو التي قامت بالفعل بدورها». واعتبر فاضل أن أمر مشاريع السيول بات خارج نطاق المجلس البلدي والأمانة، إذ إن مهام الأمانة تقف عند تشغيل الشبكة القديمة، وشفط ومعالجة المياه في المناطق المتكدسة ومعالجة الحالات العاجلة، مضيفاً: «بخصوص الصرف الصحي نعزي أسرة الفقيد المنشي ونجله، والابن عبدالله الزهراني، وشكلت لجنة لمتابعة المقصر، والأرواح لا تعوض». ولفت إلى إنشاء سبعة سدود خارج مدينة جدة برعاية أمانة جدة، وذلك لحماية المحافظة من دخول السيول، فيما أنشأت شركة أرامكو ستة سدود أخرى، مؤكداً أن المجلس البلدي لاحظ جهود الأمانة في أحداث السيول، إذ إن الأمانة وفرت نحو 1600 عامل موزعين على فترتين صباحية ومسائية وتجهيز 512 معدة منها مضخات شفط متعددة الأحجام موزعة على نطاق 14 بلدية فرعية للتعامل مع آثار الأمطار حال هطولها. من جهته، رصد رئيس المجلس البلدي الدكتور عبدالملك الجنيدي أعمال الأمانة خلال هطول الأمطار، موضحاً بلغة الأرقام أن الأمانة باشرت نحو 426 موقعاً حرجاً لتجمع المياه، منها 92 موقعاً في اليوم الأول، و343 موقعاً في اليوم الآتي. وأكد أن الأمانة رفعت ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه المتجمعة من موسم الأمطار الحالي، عبر شبكات التصريف وذلك في مواقع متفرقة من أنحاء محافظة جدة، إضافة إلى 70 ألف متر مكعب تم رفعها بواسطة 89 صهريجاً على مدار يومين. وحرص المجلس في نهاية الجلسة على فتح النقاش مع المواطنين لتقديم آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم، إلى جانب شكواهم التي تعلقت معظمها عن تجمعات المياه بسبب موسم الأمطار الحالي، وقدمت أمانة المجلس البلدي في ختام الملتقى استمارات لجميع المواطنين والمواطنات حملت نموذجاً لتسجيل شكوى أو مطالبة أو مقترح حتى تتم متابعتها وتحويلها إلى معاملة رسمية، ومخاطبة الجهات الخدمية في جدة بخصوصها.