عين اليوم - السعودية لو أردنا تعريف الفساد في اللغة لوجدنا أنه يتمثل في أي سلوك منحرف وهو ضد الصلاح كما يمكن تعريفة بأنه هو كل شئ يعطل أو يغير أي شيء سليم أو صحيح بمعنى أنه سلوك أو مجموعة من السلوكيات التي يرتكبها الفرد لذلك فعندما يقال بأن فلان رجل فاسد فإن معناه أن هذا الرجل ارتكب عملاً مخلاً بالأداب أو انتهج سلوكاً خاطئاً . وفي القانون نجد أن كلمة ( الفساد ) ارتبطت بالوظيفة العامة أو بالموظف العام وسمّى بالفساد الإداري وتعريفة بأنه الإخلال بشرف الوظيفة ومهنيتها من خلال خرق القواعد والأنظمة بقصد الحصول على عائد أو ربح شخصي من خلال الوظيفة . وفي الواقع أن الفساد هو صفه يوصف بها الشخص المنحرف وبالتالي فإنها تكون في القانون من خلال تحديد الجرائم التي تندرج تحت مسمى الفساد كالرشوة والتزوير والتربح وإساءة استغلال السلطة وغيرها ، بمعنى أنه لا توجد في القانون جريمة اسمها (جريمة الفساد ) كما هو شائع بل أن القانون قد نظر إلى الفساد من خلال وضع محددات قانونية له ممثلاً في توصيف الجرائم التي يرتكبها الموظف الفاسد وتحديد عقوباتها وشروط ارتكابها باعتبارها جرائم جنائية لابد من توافر أركانها وتوفر القصد الجنائي المادي والمعنوي لأن مخالفة القانون دون توافر هذا القصد إما بسبب الإهمال أو التقصير قد لا يعد فساداً إدارياً !!! إن اعتبار الفساد صفه يوصف بها الموظف العام تجعل كثيراً من السلوكيات التي يرتكبها الموظف تعتبر فساداً رغم أنها لا ترتقي إلى مستوى الجرائم ولكنها تعد مخالفات إدارية تجعله عرضة للجزاء الإداري كتأخير المعاملات وسوء استقبال المراجعين والتأخر عن الدوام والغياب وغيرها ...