الاقتصادية - السعودية يوم واحد بقي في بطولة كأس الخليج التي احتضنتها الرياض، والكل ينتظر الختام، والزبدة كلها في ذاك اليوم المنتظر، حيث تتويج البطل المرتقب بعد صراعات تنافسية خجلة، في ظني أنها الأقل في البطولات التي تابعتها حتى الآن. وصلنا إذا إلى الخط الأخير في سباق البطولة، ومؤكد أن أيام "خليجي 22"، أفرزت كثيرا من الدروس والعبر، لمؤسسة الرياضة "رعاية الشباب"، ولمؤسسة كرة القدم السعودية "اتحاد كرة القدم"، وأول هذه الدروس يأتي تحت مظلة التنظيم، إذ وضح أن المؤسستين افتقدتا لوهلة، الانسجام في العمل، وتبادلتا اتهامات ضمنية أحيانا وأخرى صريحة، وتقاذفت المؤسستان ملف التنظيم على طاولتيهما، وظهرت تصاريح خجولة تخلي مسؤولية كل طرف وتلقيها على الآخر. في دورة الخليج الحالية، افتقدنا إلى التسويق، رغم وجود ذراع في الاتحاد السعودي تعنى بهذا الجانب، وهو درس مهم يحتاج إلى قراءة متأنية للاستفادة منه في مقبل البطولات والأيام. على مستوى الإعلام، لم تعجبني الطريقة التي بيعت بها حقوق المباريات، من حق الاتحاد السعودي أن يبحث عن العرض المالي الأفضل، لكن هناك أشياء لا تشترى بالمال، وهي أثمن من المال، تسببت في غياب قنوات مهمة عن البطولة أهمها إم بي سي برو، ودبي وأبو ظبي الإماراتيتين، وغياب هذه القنوات أحدث شرخا واضحا في اللحمة الخليجية، هذا درس مهم أيضا للسعوديين والخليجيين عامة وأرجو أن يكون هناك قانون واضح في البطولات المقبلة يضمن لكل المشاركين في دورات الخليج نقل مبارياتها وأحداثها. في الإطار الفني، أعتقد أن توقيت البطولة كان مفيدا جدا للمنتخبات المشاركة في كأس آسيا، إذ منحها جميعا فرصة اكتشاف أخطائها قبل المعترك القاري الأهم، خاصة المنتخب الأخضر الذي وضح بجلاء أنه، بهيئته الفنية الحالية، لن يذهب بعيدا في نهائيات أستراليا ما لم يستبدل جلبابه القديم والرث بآخر تظهر فيه روح الشباب ومهاراتهم وقدراتهم، ولست مع من يقول إن الفترة الفاصلة بين البطولتين غير كافية، شهر وستة أيام تكفي للتغيير بشرط أن تكون كل الأيام المتبقية أيام عمل حقيقية بدءا بالتعاقد مع المدرب الجديد ورسم برنامج المنتخب وتطويع الأجندة المحلية لخدمته، هذا درس مهم أيضا يحتاج إلى قراءة متأنية. .. وحتى لا أحول المشهد إلى اللون الأسود الكالح، من العدل القول إن البطولة أفرزت جوانب إيجابية وإن قلّت، لكن أهمها أن السعوديين في استقبال ضيوفهم طبقوا البيت الشعري بحذافيره: يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل أملنا في نهائي مختلف بحضور جماهيري كبير، يغطي كراسي المدرجات المهجورة أغلب الأيام الماضية، يترك بصمة في ذاكرة المتابعين، ونشاهد كرة قدم حقيقية غير تلك التي شاهدنا فيما مضى من دورة الرياض.