مكة أون لاين - السعودية و"العنوان" أغنية شدت بها الفنانة "سميرة توفيق"! بزمن "الرومانسية" و"الفن الجميل"! قبل زَبَد "الفن الرديء" المعدّ للتسويق كأي سلعة لها تاريخ انتهاءٍ سريع! تقول في مطلعها: (كل الحلوين حراميه.. وأنا ماشي.. هجموا عليا.. كسروا باب القلب وفاتوا.. سرقولي قلبي وآهاتو.. ما خلوا دمعه بعينيه)! ومع فارق العصر إلا أنني أستطيع القول وبثقة للسيدة "سميرة" - وجمهورها- بأنه ليس صحيحاً أنّ كل "الحلوين حرامية"! فهناك "بعض الحلوين" لا يزالون يتشبثون بسلامة المشاعر وصدقها، مع أنهم يحملون وبامتياز "مؤهلات لصوصية المشاعر" من "صباحة الوجه" و"خفّة الروح"! هذا فيما يخص "المشاعر" وما في حكمها، أمّا إن طبّقنا "اللصوصية" بالإطار العام فلا أملك إلا "التوجّع" والقول بنفس لهجة الفنانة: (شو أحكي لأحكي)! لقد انتشرت "اللصوصية" في زمننا الحاضر لدرجة قامت من أجلها "هيئة" لصدّ شرورها عن "العالمين"! والحقيقة أن "الهيئة" الخاصة بمكافحة "اللصوص" تعيش "أزمة النشوء" بعد تكاثر "الحلوين" كتكاثر الظباء على "خراش"! ومع صعوبة المهمة اختارت أن تصيد "الحلقة الأضعف" ممن لم "يحصّنوا" أنفسهم – كما ينبغي - من الإصابة ب"العين"! واختيار الهيئة تقديم صيدٍ هزيل – حتى الآن - هو دليل مادي على استطاعتها ممارسة "الصيد" فعلياً؛ إلا أنها فيما يبدو تفتقد لإثبات "مهارتها" باصطياد "الغنائم السمان" أو تخشى مخالبها! و"قنصٌ" كهذا هو المعيار لأداء مهمتها؛ وإلا ما الفائدة من اصطياد غنيمة "عجفاء" تفتقر لأبسط مقومات "الدفاع" و"السلامة"؟! بالعودة ل"الأغنية" – هرباً من الواقع وأشياء أخرى- فليس شرطاً أن يكون "الحرامي" "حلواً"! لقد اختلط "الحابل" ب"النابل" في "الشأن العام"! و"اللصوصية" في هذا "الشأن" ليست بحاجة للتمتع بالوسامة والجمال لتمارس سطوتها! أبداً ليس هناك مقياس محدد لقبح لا تزيده "المساحيق" إلا بشاعة! ومع أن القوانين تنص على "الضرب بيدٍ من حديد" على "يد" كل "فاسد" إلا أن الأيدي سليمة ومكتنزة ومعطّرة رغم فسادٍ مالي منتشر تلاحظه الأعين؛ وتهمس به الشفاه سرّاً؛ ويبقى الإخبار به حبيس الأفئدة! [email protected]