أصبحت الساحة الفنية العربية أشبه ب (الحراج) الذي يختلط فيه الحابل بالنابل.. فترتفع الأصوات.. وتلعلع الحناجر .. ولا تدري من الصالح ومن الطالح!. انتهى زمن الفن الجميل.. زمن العمالقة.. عندما كان الفنان يعاني.. ويحاول .. ويعمل المستحيل.. من أجل ان يجد المطرب طريقه للغناء.. أو يجد الممثل فرصة للظهور في الأفلام.. على عكس ما يحدث اليوم ونحن نستمع صباح مساء لأصوات تصلح لأي شيء إلا الغناء ومع ذلك فالمطربون أصبحوا ب (الهكى) والممثلون ب (الكورجه) والملحنون ب (الكيلو) ومنذ أن استمعنا الى (السح الدح امبو) والعيار يرتفع.. والموجة تعلو.. والصخب يزداد.. وأصبحنا نستمع إلى الكثير من الكلام الهابط.. والأصوات السيئة .. تحت مسمى المطربين الشباب.. والمطربين الشعبيين .. الذين يستاهلون أن يتعقبهم المستمع بالمشعاب!!. وأصبحنا نتذكر محمد فوزي ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحلم حافظ ونترحم على الفن الأصيل وأهل الفن الحلوين. أما على ساحة المطربات فإن ما يحدث يجعلنا نضرب كفاً بكف.. فلا كلمات.. ولا ألحان.. ولا أصوات.. بل أصبحت الفساتين الفاضحة.. والغنج الذي يصل حد الاسفاف.. هما أهم ما تحرص عليه المطربات والممثلات. أين أم كلثوم.. وفايزة أحمد.. وصباح.. وميادة الحناوي.. ونجاة الصغيرة.. وغيرهن من اللائي كن يقدمن فناً جميلاً.. ومحترماً. الآن رحمة بالأذواق.. والشباب .. لابد وأن نقفل الأجهزة التي تنقل لنا هذا الهراء.. حيث لم نعد ندري من هي المطربة ومن هي الممثلة ومن هي المذيعة.. الكل أصبحن يحترفن الغناء حتى المذيعات والممثلات وبائعات الفصفص!!. والقنوات المتخصصة في الفن تقدم لنا ألواناً فاضحة باسم الفن وباسم السلطنة. ولهذا فإن اصرار فنان العرب.. فناننا الكبير محمد عبده يستحق الاعجاب والتقدير لرفضه تسجيل أعماله الفنية عن طريق مسخرة الفديو كليب.. فلازال فناننا وهو يقف على هرم المطربين العرب بكل جدارة يقدم لنا فناً راقياً ونزيهاً. بقى أن نقول بأنه بالمتابعة لمقدمي البرامج التلفزيونية بمختلف ألوانها نجد أن معظم البرامج اصبحت تعطى مهمة تقديمها للفنانين والفنانات وهذا يعني بحكم عدم التخصص تدني مستوى تقديم تلك البرامج بشكل عام. نعم مؤسف أن يصل حال الفن الى هذا المستوى والى هذا الخلط العجيب الذي لا يعتمد إلا على الهز والعري.. لا حول ولا قوة إلا بالله. آخر المشوار قال الشاعر: أخو الحقد إن عاتبته زاد نقمة عليك ولا ترضيه مهما تجامله فإن لم ينل ما نلت من شرف فقد يظل عليك العمر تغلي مراجله