نقسو دوما على مجلس الشورى السعودي ونقول عنه ظلما إنه لا يتلمس احتياجات المواطن السعودي، ونصف كل تحركاته تجاه معالجة قضايا البلاد والعباد ب "السلبية"، وفي كل مرة نظلمه ونقسو عليه يرد علينا ب "صفعة"، وعندما أقول صفعة فأنا لا أعني هنا "الطراق" أو "الكف"، بل يصفعنا بقرار ومنجز يصب في مصلحة الوطن والمواطن، ولعل آخر تلك الصفعات القرار المهم الذي صدر خلال الأسبوع الجاري والقاضي بالموافقة على "التصفيق" لضيوف المجلس. كل قارئ لعلم النفس سيدرك أهمية القرار وأثره في المواطن البسيط، فضيوف المجلس هم من مسؤولي الدولة كالوزراء أو مَن ينوب عنهم، وعندما يتم التصفيق للضيف من قِبل أعضاء المجلس فنحن هنا نمنحه جرعة معنوية عالية تجعله قادرا على العمل ثم الإنجاز والتفاني في خدمة المواطنين. أبدا لم يكن المجلس "سطحيا" ولم يسن قرار "التصفيق" بتسرع - كما يعتقد البعض – بل أقر بعد سنوات غير معلومة العدد من الدراسة والفحص والتفحص والتأني، فقرار مهم مثل هذا "حتما" لن يرى النور إلا بعد استشارات ومشاورات ونقاشات مستفيضة وخطط علمية مدروسة وأحيانا تكون "مغفوصة". الجميل في القرار أنه قطع الطريق أمام المتربصين والمتصيدين بعد أن صدر مدعوما بالشرعية، وتم تأطيره بفتاوى من بعض العلماء الأجلاء، ولم يكتف بالأحياء منهم؛ بل تم أخذ بعض الفتاوى من علماء أموات – رحمهم الله. قد يقول البعض ومع هذه الصفعة إن المجلس قد بدأت فيه الحياة وأنه للتو شرع في العمل لا سواه لإيهامنا أن المجلس لم يُنجز في السابق، وهو أمر تطمسه الوقائع والحقائق فمن منا ينسى مساهمته - أي مجلس الشورى - في خفض نسبة البطالة في السعودية إلى "الصفر"، وتصديه لغلاء المعيشة الذي جعل المواطن من أكثر شعوب العالم سعادة لدرجة أنه سمي بالشعب "المضرس" نتيجة بروز أسنانه الدائم من فرط الابتسامة، ناهيك عن مساعيه الحثيثة في حل مشكلة الإسكان في السعودية التي بسببها أصبحت نسبة تملك المواطن للمسكن 100 في المائة. ولأن المجلس الموقر قد حل كل مشكلات المواطن السعودي السابقة وسن قانون التصفيق للدفع بالمسؤولين لحل المشكلات المستقبلية التي قد تخرج علينا، فلا بأس من تحفيز آخر مشابه للتصفيق ألا وهو "الزغردة" من قِبل العضوات في المجلس، على أن تكون "الزغردة" "مجلجلة" تطلق في السماء لتضرب في قبة المجلس وتعود إلى مسامع الضيوف مانحة لهم البهجة والسرور الكفيلين برفع روحهم المعنوية التي سيتمخض عنها "قطعا" حلول لكل مشكلات البلاد والعباد.