الوطن الكويتية الأسوأ من انسداد أفق التفاهم مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وإنهاء الإنتاج في الخفجي (المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية) بهذا الشكل هو لجوء مسؤولين كويتيين الى وسائل الإعلام وإطلاق تسريبات ذات طابع سلبي لن تفيد شيئاً غالباً، لكنها ربما تزيد طين الخلاف بلّة وتعقّد إمكانيات التفاهم المشترك. نعم.. المملكة العربية السعودية اتخذت القرار بوقف الإنتاج بشكل فردي وربما أن ذرائعها في القرار غير مقنعة لمسؤولين في الكويت، ومن حق الكويت أن لا يعجبها القرار السعودي، لكن السؤال هو.. لماذا أخفق المسؤولون النفطيون الكويتيون في التفاهم معها؟ ولماذا وصلت الأمور الى طريق مسدود أدى الى وقف إنتاج المنطقة المقسومة بقرار أحادي؟ ولماذا لم تمتلك الكويت جرأة التفاهم المعلن الواضح والناضج بشفافية مع الإخوة في السعودية حول هذا الموضوع؟ ولماذا تظل القضايا الخلافية بين الأشقاء (مستورة) ولا يتم التعامل معها في العلن إلا بنظام التسريبات التي تضر ولا تنفع، بينما الأفضل هو أسلوب المواجهة وإصدار بيانات رصينة محترمة وفنية تشرح الموقف وتشرح مواطن الخلاف ووجهة النظر الكويتية وتدعو الى الحلول المشتركة التي يقبل بها الطرفان أو على الأقل يمكن لهما الانطلاق الى التفاوض عبرها. إن الخلاف بحد ذاته ليس عيباً وهو أمر وارد ومشروع سواء في العلاقات بين الأفراد أو العلاقات بين الدول. لكن المزعج أن لا يمتلك المختلفون القدرة الناضجة على بحث الخلاف والسعي الصادق للبحث عن أرضية مشتركة يمكن من خلالها الانطلاق الى حلول مقبولة من الطرفين. إن الوضع السياسي في المنطقة عموماً لا يحتمل خلافات إضافية، ومجلس التعاون الخليجي ذاته لا يحتمل خلافات إضافية، فنحن بالكاد نتمنى صفاء العلاقات بين دوله والشقيقة قطر، ولا مكان اليوم لنشوء خلافات جانبية أخرى بين الكويت والسعودية، خصوصاً في ظل التوتر الإقليمي الحاصل. ومن هنا، إن كنا نعتب على المملكة العربية السعودية اتخاذها قراراً فردياً بوقف الإنتاج في المنطقة المقسومة فإننا نعتب على الكويت بلادنا أيضاً لإخفاقها في التوصل الى اتفاق، هذا أولاً، أما ثانياً.. وهو الأهم.. فهو عتب سببه لجوء مسؤولين في الكويت الى سلاح التسريبات عبر الإعلام ضد الشقيق السعودي في هذا الوقت. [email protected] waleedjsm@