مال - السعودية في الطرف الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، وفي أقصى اتساع له يرقد أرخبيل ساحر من الجزر المتناثرة على صفحات رقراقة من مياه البحر، تسمى (جزر فرسان)، وتتبع لمنطقة جازان، وتبعد عن مدينة جازان حوالي 48 كلم، وتمتد على مسافة 180كلم في عرض البحر، وتضم 105 جزر بمساحة 70256 هكتار، أكبرها جزيرة فرسان الكبرى، وجزيرة السقيد (فرسان الصغرى)؛ وتمتلك هذه الجزر مقومات سياحية، ومغريات جاذبة كبيرة، فموقعها في عرض البحر، وقربها من خطوط الملاحة الدولية، وقارة إفريقيا من الجهة الغربية؛ وتمتعها بطبيعة خلابة، وشواطئ مدهشة (رملية ،صخرية ،نباتية)، وتنوع أحيائها النباتية، والحيوانية، ووقوعها في طريق الطيور المهاجرة، والحماية البيئية التي تتمتع بها، وظروفها المناخية الجاذبة طول السنة (متوسط درجة الحرارة يبلغ 26 – 30 درجة مئوية)، ونقاء مياه البحر حولها، وبعدها عن الملوثات البيئية؛ ومقوماتها التراثية، والثقافية تتيح لها أن تكون في قلب معادلة السياحة الوطنية لقيام صناعة سياحية ترتقي للتطلعات، وتساهم في اقتصاد بلادنا، وترفع جزء من حجم البطالة، وتخفف من حجم الإنفاق السياحي الخارجي، وتستقطب سياحا من الداخل، والخارج من محبي التأمل، والاستجمام، والصيد، والغوص، والرحلات، والرياضات البحرية، والملاهي المائية.. إن جزر فرسان تعد من الفرص المهيأة طبيعيا للاستثمار السياحي، والجاذبة له ولا يعوق انطلاقها في هذا المجال الخصيب سوى اكتمال منظومة البنى التحتية، والخدمات، والمرافق العامة وفق رؤية، وبعد استثماري؛ كما أنه يتعين على هيئة السياحة والجهات ذات العلاقة بناء خطة عمل إبداعية للمكان، وتخطيط حضري منسجم، ومتناغم مع ما يبحث عنه السياح في البيئات المشابهة حول العالم؛ وعليها يتم تقديم الدعوات للمستثمرين في الداخل، والخارج، وتقديم تسهيلات لهم بالقروض الميسرة، والمنح لبناء منظومة سياحية متكاملة، وجاذبة، ومجدية؛ كما أن تفعيل قوة الجذب السياحي لهذه الجزر بالترويج الإعلامي الممنهج، وإقامة المهرجانات، والمسابقات، والمعارض، والمنتديات، والمؤتمرات، والمخيمات، ودعوة المشاهير إليها سيكون له أثر بالغ في تحريك عجلة السياحة في هذه البقعة الساحرة من أرض وطننا المعطاء.