الوطن - السعودية . لا يطيب للبعض إسداء النصح إلا أمام الآخرين، ليجعل "إللي ما يشتري يتفرج". "وده" لو كنتما في قلب ملعب "الجوهرة" والمدرجات تغص بالمتفرجين بينما يلقي عليك بالوصايا الواحدة تلو الأخرى، لا يفصل بينها إلا "تكبيرات" الجماهير الغفيرة .. يا عزيزي: الدين النصيحة لا الفضيحة.! . بعض أساليب النصح ذاتها تحتاج إلى نصح. فقد يكون المرء صادقاً وهو يسدي النصيحة، لكنه لم يوفق في اختيار الأسلوب المناسب لتقديمها، وبالتالي فشل المتلقي في تقبلها. ولا عجب أن يكون رد البعض: "جُزيت خيرا"، بينما يأتي الرد الآخر صاعقاً:"وش دخلك"؟! مع أن موضوعهما واحد، الفارق هو في الأسلوب.! . حتى وإن اخترت الأسلوب المناسب، بل والتوقيت والمكان المناسبين لتقديم النصح، فليس بالضرورة أن تكون النتائج جيدة في كل الأحوال، لأن البعض يرى أنه فوق النصيحة، وأن مجرد توجيه النصح إليه هو إهانة لشخصه الكريم. ولا حل لأمثاله إلا بالخطاب الغير مباشر لسعادته.! . التناصح أمر جيد، والإنسان في غفلة وهو بحاجة للتذكير من حين لآخر، إنما الأصل أن يكون الناصح قدوة ليصل تأثير نصحه إلى قلوب الآخرين ويستوطن قناعاتهم. فلا تتوقع التأثير الكبير ممن يوصي بالمواظبة على الصلاة –مثلا– بينما هو لا يعرف اتجاه القبلة.! . البعض تأخذه الحماسة في النصح، وتحديداً عندما يلاحظ تجاوب الطرف الآخر معه بحسن استماعه وتقبله، فيبدأ بسرد مواقف مؤثرة -غالبها من تأليفه- بعضها يصنّف ضمن أفلام الخيال العلمي. ثم في النهاية يطلب من المستمع الاقتداء، والأخير لا يعلم هل يقصد الناصح بالاقتداء ما جاء في المواقف التي حكاها، أم إطلاق "الأرانب" كما فعل أبو النصح.؟! .إذا عجزت عن كل ما سبق، فخذها نصيحة: لا تنصح أحدا.!