الوطن - السعودية "عيدكم مبارك".. يقال إن هناك أكثر من خمسمئة مليون إنسان يخافون ركوب الطائرات!. الذين يخافون السفر بالطائرة فوبيا الطيران يندر أن تجدهم يسافرون بعيدا، فالمكان الذي لا تصله السيارة لا يمكن لهم السفر إليه.. الطائرة تعني لهم موتا محققا، بينما السيارة ثمة فرصة للنجاة!. غالبية هؤلاء تعرضوا لتجربة سيئة مخيفة، أثرت على علاقتهم بالطيران، ومع كل حادثة طيران تتفاقم لديهم الظاهرة مجددا. تجد أن كثيرا منهم خسروا فرصا وظيفية كثيرة.. وتضرروا في مجالات متعددة، اقتصادية وغيرها، و"الورطة" إن كان أحد أفراد الأسرة يعاني من فوبيا الطيران ولا يستطيعون السفر دونه!. كل ما حولنا من قصص وأخبار يدفعنا للإصابة بهذا المرض، وليت الحكاية تتعلق بالمطبات الهوائية. الأمر تجاوزها إلى ما هو أخطر!. أنت قد تكون آمنا في مقعدك على ارتفاع أربعين ألف قدم، فتجد مجموعة انفصاليين ثوريين ألف باء إنسانية يستهدفون الطائرة التي تركبها بصاروخ "أرض جو" كما حدث للطائرة الماليزية!، أو قد تسقط الطائرة في المحيط، فلا يتم العثور على جثتك، حتى يتم دفنك بعد أن تكون أسماك القرش قد التهمتك في ظلمات البحر!، أو تصبح أثرا بعد عين، كما حدث للطائرة الماليزية الأخرى التي اختفت في ظروف غامضة وغريبة حتى الآن، أو تكون نائما في مقعدك وسط الناس، فتستيقظ وقد تم اختطاف الطائرة، وتعديل مسارها للاصطدام بإحدى ناطحات السحاب، أو بسبب عوامل لا شأن لك فيها كما حدث للطائرة الجزائرية قبل أسبوع!. المزعج أن حوادث الطائرات ومشاكلها الفنية لا تأتي فرادى.. بل تأتي متتابعة.. تماما كما يحدث هذه الأيام!. لا أخفيكم أنني بدأت أتخوف من ركوب الطائرات، خاصة في ظل عدم إخبار الناس بما يجري للطائرة في بعض الأحيان، على الرغم من أن السفر جوا كما يقال أكثر أمنا من البر والبحر، ومع ذلك فنحن مضطرون للطائرة، فالأحبة دونهم بيدٌ "دونها بيدُ"، كما يقول المتنبي، ولا يمكن الوصول إلى من تريد، وما تريد، دون طائرة. الحل الوحيد، هو أن تضع السماعة في أذنيك، وتغلق عينيك، وتسبح في خيالك، وقبل ذلك كله: توكل على الحي الذي لا يموت.