المناطق - السعودية كنا نتوقع أن السنوات الماضية وما تعرض له الوطن من تهديدات وتفجيرات ومؤامرات رخيصة قد زادت في وعي وسائل الإعلام السعودية سواءً كانت ورقية أو إلكترونية ، ورفعت درجة المسؤولية لذا بعض القائمين عليها، مسؤولية تنبع افتراضاً من انتمائهم لهذه الأرض وهذا الكيان وولائهم لقيادته ، وحرصاً على كل ما يحميه ويساعد الجهات المسؤولة التي تواصل الليل بالنهار لتوفير الأمن والحياة الأمنة لكافة أبناءه والمقيمين فيه. لكن ما حدث في الأيام الماضية وأخره بالأمس من نشر صحف عديدة لمعلومات قيل أنها أمنية لا تستند على تصريحات الشخصيات الاعتبارية المخولة وتسريب خطاب بالغ السرية عن حالة أمنية معينة، واستخدام الخبر بطريقة انتهازية من أجل تحقيق سبق صحفي وتسويق، دون وضع أية اعتبارات لما يشكله ذلك من خطورة بالغة وتفطين للمخربين، ومن تشويش على المجتمع وترهيب للناس ، ودون مراعاة للمصلحة العليا أو ما سبق أن صدر من توجيهات بعدم تصوير او نشر الخطابات الرسمية والأمنية منها على وجه الخصوص ، وبالذات ما تحمل طابع سري ، يؤكد أننا نعيش في زمن "فوضى النشر". وأن العديد من وسائل إعلامنا أصبحت "فعلياً "في أيدي غير "أمينة" ولا تطبق معاني أو مفاهيم مواثيق الشرف الإعلامي التي من أهم بنودها الحرص على المصالح العليا للأوطان وعدم إفشاء الأسرار الأمنية أو نشر الأخبار التي تبث الذعر والرعب والقلق في نفوس الناس. ما حدث أمس من تداول لخبر "الاستنفار الأمني" طرح أمامنا تساؤلات عديدة من أبرزها .. لماذا يحدث ذلك في صحفنا ووسائل إعلامنا ولا نرى مثله في الدول المجاورة ! هل أصبح البعض بلا مسؤولية تجاه وطنه ؟ هل الاستعداد الأمني ورفع درجات التأهب حالة جديدة على أجهزتنا التي لا تغفو لها عيناً منذ تأسيس هذه البلاد ومروراً بكل التحديات التي مرت بها ونجحت فيها ولله الحمد والمنة ؟ هل وصل الحال بوسائلنا الإعلامية حتى ولو عن حسن النية إلى تتبع ونشر تحركات الجهات الأمنية أو القوات العسكرية ؟ وهل ما يحدث له علاقة بوجود اختراقات لصحافتنا من بعض الأشخاص المندسين ممن يحملون فكراً معادياً لهذه البلاد أو ينتمون لجماعات لا تتمنى لبلادنا الخير، ويحاولون تنفيذ مهمات محددة ؟. إن واقع ما يصدر وما ينشر وما وصل له الحال من تطفل على اخبار الجهات الأمنية بلغ مرحلة لا يجب السكوت عليها تفرض علينا المطالبة بمعاقبة كل جهة وكل شخص يتضح أنه مسؤول عن نشر معلومات تم تسريبها من خطابات أمنية أو سرية وذات طبيعة خاصة وإغلاق تلك الصحف لأن ما تفعله ليس له علاقة بتاتاً بحرية الإعلام التي يتشدق بها بعضهم وتجاوزوا تحت بنودها المزعومة كل الخطوط بما فيها "خط النار" نفسه. وليعلم هؤلاء أن الوطن ليس خطاً أحمر بل هو اللون الأحمر ذاته. *رئيس تحرير المناطق المكلف