المدينة - السعودية استوقفني الحوار الصحفي الذي نشر في صحيفة عكاظ بتاريخ 6/9/1435 مع أمين جدة السابق الدكتور نزيه نصيف، خصوصاً سؤال المحرر عن أكثر شيء يؤلمه، فبادره بالإجابة: "لا أقول يؤلمني، ولكن أستغرب من بعض المسؤولين عندما يتولى أحدهم قيادة موقع معين ودون أن يعطي نفسه فرصة، يغير بعض الأنظمة الإدارية التي يكون سلفه قد وضعها....". وما تحدث عنه وأكثر الأمين السابق هو واقع ملموس من قبل العديد من المسؤولين في القطاعات الحكومية الخدمية، وذلك عندما يتولون مناصبهم الجديدة يقومون بإلغاء العديد من القرارات والسياسات التي أصدرها سلفهم، حتى لو كان البعض منها إيجابية، فقط لإثبات الوجود. والمشكلة الأكبر هي عندما يقوم المسؤول الجديد بتخصيص مبالغ كبيرة من ميزانية قطاعه، للحصول على خدمات استشارية وغيرها، لتطوير الخدمات،ولكن ما أن يترك المنصب حتى يقوم خلفه بتخصيص ميزانية أخرى لتطوير الخدمات، وهكذا، لنجد أن الملايين التي أنفقها المسؤول السابق قد طارت في الهواء، ومن خسر تلك الملايين فعلاً هو الوطن والمواطن، والتي كان من الممكن الاستفادة منها في تنفيذ وتطوير العديد من المشاريع الحيوية الأخرى،بدلاً من إضاعتها. ومع ذلك ورغم هذه الملايين التي تصرف لتطوير القطاعات الحكومية، إلا أن واقع الحال لبعض تلك القطاعات لا يتناسب مع حجم ما تم إنفاقه ، فبهذه الارقام التي تنفق، من المتوقع أن تكون قطاعاتنا الخدمية في مصاف القطاعات الحكومية الموجودة في الدول المتقدمة، وليست كما هو عليه بعضها الآن من مبان غير لائقة،وطوابير مراجعين غير منظمة، وغير ذلك من الأمور .. وعلى العموم، دعوني أختم المقال بمثال واقعي لنقيس به حجم مشكلتنا مع بعض المسؤولين الجدد: لا نختلف بأن وزارة التجارة والصناعة أصبحت حالياً من أكثر الوزارات تطوراً في تقديم خدماتها، سواء عن طريق صفحتها الالكترونية أو تطبيقاتها وغيرها. حسناً، ماذا لو جاء وزير بعد وزير التجارة والصناعة المبدع توفيق الربيعة، وقام بإلغاء كل ذلك التطوير،ليلزمنا بتقديم طلباتنا للوزارة عن طريق الملف الأخضر العلاقي البائس أو حتى عن طريق الحمام الزاجل ، ماذا نحن فاعلون؟ ..وماذا عن الملايين التي تم صرفها الان، والتي صرفت في محلها لتطوير القطاع؟....ببساطة قد تطير في الهواء ؟! [email protected]