الفقر آفة موجودة في العديد من دول العالم، وتحاول أغلب الدول إعداد البرامج والخطط، حسب إمكانياتها، للحد منه. والمملكة، كبقية أغلب الدول، يوجد لديها طبقة فقيرة تحتاج لمد يد العون لها ومساعدتها. ولذلك فقد تم سن نظام الضمان الاجتماعي، الذي تتولى تنفيذه وكالة شؤون الضمان الاجتماعي التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، لمساعدة المحتاجين وتوفير حد مقبول للحياة الملائمة لهم بما يقيهم من ذل المسألة. وإن كان الغرض من مخصصات الضمان الاجتماعي المقدمة من الوزارة هو لسد حاجة المستفيدين منه، إلا أن الواقع يؤكد بأن تلك المخصصات بعيدة عن تلبية احتياجات الأفراد والأسر، في ظل ظروف الحياة الصعبة والغلاء الفاحش للمستلزمات الأساسية. فعلى سبيل المثال، تستلم أسرة مكونة من ستة أفراد معاشاً شهرياً يقل عن مبلغ (2500 ريال)، وهذا المبلغ يعتبر بالنسبة للعديد من الأسر هو مصدر دخلها الشهري الوحيد، فماذا سيفعل لها هذا المبلغ الزهيد؟! وإن كانت الوزارة تصرف مساعدات سنوية ولديها بعض البرامج، إلا أنها ما زالت بعيدة عن تلبية احتياجات الأسر والأفراد المستفيدين. ولا نبالغ إذا قلنا بأن معاش الضمان الاجتماعي قد لا يكفي المستفيدين منه لأيام معدودة ليجدوه يتبخر في بداية الشهر، وليس في نهايته أو حتى منتصفه، الأمر الذي يجبربعضهم على طرق الأبواب للحصول على صدقة من محسن لتغطية بعض نفقاتهم المعيشية حتى نهاية الشهر. وهذه الفئة لا تحلم في شراء أي كماليات، وإنما غاية أملها أن توفر بعض الأساسيات، والتي لا يوفرها لها المعاش . فالبعض منهم يعيش في ظروف مادية وصحية صعبة ، ولم ينتشلهم المعاش مما هم فيه لعدم كفايته، ولو قام المسؤولون في الوزارة بزيارتهم لعرفوا بأن المعاش والمساعدات لا تكفيهم. إذن الغاية من صرف المعاش والمساعدات المقدمة للمستفيدين لسد حاجتهم وتوفير حد أدنى لهم من الحياة المناسبة لم يتحقق، مما يعني أنه يجب إعادة النظر في مستحقات المعاشات والمساعدات وزيادتها بشكل يوفر لهم فعلاً حداً معقولاً من الحياة الهادئة. ومن يطلع على سلّم مخصصات الضمان الاجتماعي سيتأكد من أن المبالغ الزهيدة التي تصرف لهذه الفئة المحتاجة من قبل الوزارة لا يمكن أن تكون كافية لهم، إلا إذا كان المسؤولون في الوزارة لا علم لهم بظروف الحياة المعيشية والغلاء الحاصل! إنه من الضروري أن تقوم الوزارة بإعادة النظر في معاشات ومساعدات الضمان الاجتماعي لتوفر للمستفيدين منها فعلاً حداً ملائماً من الحياة المقبولة لتقيهم مذلة سؤال الناس ومواجهة الغلاء المعيشي الواقع، ليتحقق الغرض المنشود من الضمان الاجتماعي. [email protected] تويتر: Qmetawea [email protected]