الحياة - السعودية أولاً: قلِّب فؤادَك حيث شئت من الهوى السياسي. المهم أن تستطفَّ بجانب كل من له خصومة مع بلدك، بدءاً من الخميني، ومروراً بصدام، والقذافي ونجاد وحسن نصر الله وبن لادن وبشار ومرسي، وأخيراً القرضاوي وأتباعه. ولا يهم أن تنتقل من حضن إلى حضن، بلا مروءة ولا مبدأ. المهم أن تنتصر على وطنك. ثانياً: أن تسمي الخيانة استقلالاً، والمولاة للعدو حرية رأي، والانتصار للقتلة والإرهابيين والمفجِّرين مبادئ إنسانية، ولا يستطيع قلبك الصغير تحمُّل محاسبتهم، ودافعْ عن قتلاكم، وبشرْهم بجنتك المكذوبة، وهاجمْ شهداءنا، وبشرْهم بنارك الغادرة. ثالثاً: تجنبْ انتقاد أردوغان ومرسي وبديع والكتاتني والعودة والعريفي وعوض القرني وحسن نصر الله وعزمي بشارة، وفي الوقت نفسه لا تفوِّت انتقاد أي مسؤول في وطنك، حتى لو تصرف بحسن نية. رابعاً: عليك أن تبرر كل إجراءات القمع التي تتخذها حكومات «حبايبك» من كوالالمبور شرقاً، إلى طهران ودمشق وإسطنبول والضاحية الجنوبية في بيروت، حتى تصل إلى حارة الغنوشي في تونس. خامساً: يجب أن تصف قناة العربية ب«العبرية»، وإعلامك المحلي بالحكومي، وتتناسى تماماً دورهم المناصر لوطنك وقضاياه منذ تأسيسه، ومروراً بالعمليات الإرهابية في الرياض وبقية مدن المملكة 2003، وحتى ليلة أمس. سادساً: عليك أن تتناسى كلياً أن قناة «الجزيرة» هي أول من أدخل الصهاينة إلى بيوتنا، وهي أول من استضاف على أثيرها نتنياهو، وشيمون بيريز، والمتحدثين الرسميين، والخبراء الإسرائيليين من عام 1996 وحتى اليوم. سابعاً: تجنبْ أن تنتقد اعتقال الصحافيين والكُتاب، وإغلاق موقعي «يوتيوب» و«تويتر» في تركيا، بل قُل إنها أعمال يجب تفهمها، وهي دليل ذكاء وعبقرية الرئيس الملهم أردوغان. وفي الوقت نفسه، لا تتوقف عن التأليب والشتم، لمجرد التفكير في إيقاف أو محاسبة المسيئين في وسائل التواصل الاجتماعي في بلدك، فهي في الرياض قمع، وفي إسطنبول والخرطوم قرارات حكيمة. ثامناً: ساهمْ في «توتير وطنك»، وحول كل قضية تنموية إلى خصومة مع الدولة والمجتمع، حتى يستقر لكم هدمه، من التوظيف إلى القيادة، ومن تعليم الأطفال إلى التربية البدنية للبنات، وانتهاءً بالابتعاث، وكل المديح تلو المديح لعمل المرأة بحجابها في تايلند، واعتبر أن حجاب المرأة التركية دليل عفتها، ولا تنسى أن تقول عن الحجاب نفسه في جدةوالرياض بأنه من علامات الفحش والفسوق. تاسعاً: لا تلقِ بالاً لمن يتهمك بالنفاق والتناقض، فأنت في بلدك وحش كاسر على الشعب البسيط، وفي عواصم الدنيا بشوش حنون، متفهم، مقدماً حسن النية على سوئها، ولا تثريب عليك أن تعزف فرقة إنكليزية الموسيقى من كلماتك في الشارقة، لكنك أنت نفسك من يهيج الشعب ضد حكومته في الرياض، لأنها أقامت أوبريتاً وطنياً في مهرجان الجنادرية. عاشراً: عليك أن تنتقد اليوم الوطني السعودي، وتحرِّم الاحتفاء به، وتعتبره من البدع والشركيات، ولكنك - كما عهدناك - متناقض متلون، ستحتفي بكل مهرجانات التضامن التي تقيمها الأحزاب والتنظيمات التي تواليها في قندهار وحيدر أباد وأنقرة، واذهبْ إلى غزة لتشارك في عيد تأسيس «حماس»، وألقِ خطبة عصماء، متناسياً جريمة ما حرمته في يومنا الوطني. [email protected] massaaed@