الشرق الأوسط - السعودية ليس مفارقة أبدا أن يخرج تصريحان متشابهان في يوم واحد من قبل بشار الأسد وحسن نصر الله مفادهما أن الأسد قد تجاوز الخطر «العسكري» وأن «الأزمة» في طريقها للنهاية، فالواضح أننا أمام حملة دعائية هدفها القول إن الأسد قد انتصر، فهل هذا صحيح؟ الإجابة لا بالطبع، فالأسد أبعد ما يكون عن هذا الانتصار، وما نقلته وكالة إيتارتاس الروسية أمس عن مسؤول روسي سابق التقى الأسد مؤخرا وسمع منه أن «المرحلة النشطة» من الصراع العسكري ستنتهي هذا العام مع مواصلة النظام لمعركته مع «الإرهابيين»، وما قاله زعيم حزب الله أمس في مقابلة مع صحيفة «السفير» عن أن «مرحلة إسقاط النظام، وإسقاط الدولة انتهت» وأن الأسد سيخوض الانتخابات وأن دمشق تجاوزت خطر التقسيم؛ كل ذلك ما هو إلا حملات دعائية يقوم بها الأسد وحزب الله، وخلفهما إيران، للقول بأن الأسد انتصر. وهذه التصريحات تأتي في نفس سياق التنسيق الدائم بين إيران والأسد، وحزب الله، وهو ما فعلوه العام الماضي، والآن، بل وسنسمع نفس هذه التصريحات قريبا من مسؤولين إيرانيين، فالواضح أن مصدر الأسد ونصر الله والمخطط لهما واحد. إلا أن ما يجب أن نتذكره هو أن هذه التصريحات ليست جديدة، ويعرفها زوار الأسد من اللبنانيين، كما يعرفها المسؤولون اللبنانيون كافة، ومنذ اندلاع الثورة حيث كان يقال، وهذا ما سمعته من مسؤولين لبنانيين، إن جماعة حزب الله كانوا يقولون «كم الساعة الآن؟ غدا في مثل هذا الوقت تكون الأزمة في سوريا قد انتهت»! وبالطبع لم تنتهِ، واضطر الحزب للتدخل بالسلاح لنصرة الأسد تحت ذريعة حماية لبنان، ثم عاد نصر الله ليقول إن الأوضاع تدهورت بدمشق لأن الحزب تأخر في التدخل! كما أن سبب هذه الحملة الدعائية الأسدية الآن، التي يشارك فيها نصر الله الذي يتحدث في المقابلة الصحافية الأخيرة وكأنه هو المسؤول الأول بدمشق، هو الحديث عن اقتراب جهوزية الخطة الأميركية تجاه سوريا، ودعم المعارضة، وخصوصا التسريبات التي تقول إن واشنطن بصدد تزويد المعارضة بأسلحة خفيفة، وما يريد الأسد وحزب الله وإيران قوله للأميركيين هو أن الوقت قد فات، ولا جدوى من دعم المعارضة، كما أن الهدف من الحملة هو محاولة ضرب الروح المعنوية للمعارضين الذين لم يستطع لا الأسد ولا حزب الله، ولا الميليشيات الشيعية المحسوبة على إيران، كسرهم على الأرض. ولذا فإن ملخص القول هو أن ما يحاول الأسد وحزب الله فعله هو القيام بحملة دعائية لضرب المعارضة، ورفع الروح المعنوية لأنصارهم وتبرير طول المعركة، وكذلك القيام بمناورة تجاه الأميركيين للقول بأن الوقت قد فات، والحقيقة أنه بمجرد وصول صواريخ مضادة للطائرات للمعارضة السورية، مثلا، سيعجل من تدحرج النظام وهرولة الحزب، فهل تدرك أميركا ذلك؟ هذا هو الأهم وليس ما يقوله الأسد، أو حزب الله!