الشروق - القاهرة لم يعد الكثير من أعضاء جماعة الإخوان يمانعون فى تدمير المجتمع المصرى بأكمله طالما أنهم خرجوا من الحكم. ليس مستغربا أن يسعى الإخوان لتنظيم مظاهرات احتجاج مستمرة لإظهار أن الحكومة لا تسيطر على الأوضاع، فمعارضو الإخوان عندما كانوا فى المعارضة فعلوا الأمر نفسه. وليس غريبا أيضا أن تسعى الجماعة لتشويه صورة النظام الجديد لأن الأخير وعندما كان فى المعارضة طوال عام حكم مرسى فعل الكثير لتشويه صورة الإخوان. لكن الجديد فى الأمر أن الإخوان وكذلك الإرهابيون الذين يخوضون الحرب عنهم بالوكالة أو عبر لافتة مضللة بلغوا مرحلة خطيرة فى صراعهم مع المجتمع شعارها الجوهرى هو «أنا ومن بعدى الطوفان». خلال عام حكم الإخوان لم تستورد جبهة الإنقاذ الأسلحة الثقيلة من ليبيا والسودان وتقصف بها مقار الإخوان كما لم تعتقل أجهزة الأمن قادة وأعضاء الجماعات المسلحة فى سيناء وهم يكدسون الأسلحة انتظارا ليوم معلوم. قد تكون بعض أجهزة الدولة فى عهد حكم الإخوان ساهمت فى زيادة حدة بعض الأزمات المعيشية مثل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، لكن المؤكد أن المعارضة لم تفكر فى قطع خطوط كهرباء الضغط العالى وبالتالى قطع التيار عن مدن بكاملها لساعات. لم نر شباب جبهة الإنقاذ يشكلون كتائب لتخريب محطات توليد وتوزيع الكهرباء أو فصل التيار عن محطات المترو ووضع قنابل حقيقية أو وهمية على قضبانه أو تفجير القنابل المتزامنة أمام الجامعات كما حدث مؤخرا فى جامعة القاهرة. نعم رأينا بعض شباب بلاك بلوك وهم يعطلون المرور فوق كوبرى أكتوبر لساعات لكننا لم نرهم يلقون قنابل على أتوبيسات النقل العام كما حدث فى مدينة نصر ولم نسمع منهم أو من غيرهم من المعارضة فى هذا الوقت تهديدا بتسميم مياه الشرب أو تعطيل القطارات كما رأينا فى بيان حركات «مولوتوف وإعدام وبلطجية ضد الانقلاب» الصادر يوم الخميس قبل الماضى. لم نر أيضا معارضى مرسى يقتلون السائحين الأجانب أو يطلقون النار على السفن المارة فى قناة السويس لإصابتها بالشلل التام. سنفترض افتراضا نظريا حتى ولو كان صعب التحقق وهو أن هذا الأسلوب الإخوانى نجح فى إسقاط النظام الحالى فهل سيعنى ذلك أن الإخوان سيعودون إلى الحكم مرة اخرى؟. يحتاج الإخوان إلى معجزات كثيرة وبشرط جوهرى هو أن يدمروا البلد أكثر مما هو مدمر، أى كما يقول المثل الشعبى «يخربوها ويقعدوا على تلها». السؤال هو إذا كان الشعب أسقط الإخوان بعد عام واحد فى الحكم ولمجرد فشلهم واكتشاف خواء مشروعهم فهل سيقبلهم بعد أن يكونوا قد أسقطوا الدولة نفسها؟!. لا يريد أن يرى الإخوان الحقيقة على الأرض: الشعب أخرجهم من الحكم بأغلبية ساحقة وربما تكون شعبية النظام الحالى تراجعت مؤخرا بفعل تخبطه فى مواقف كثيرة لكن هذا التراجع لا يصب بالمرة فى سلة الإخوان. غالبية الشعب تربط الآن بين الإخوان وعمليات الإرهاب حتى لو كانوا أبرياء منها. حماقة الجماعة جعلتهم «يحاسبون على كل المشاريب» وبالتالى فإن المباراة الصفرية التى يلعبها الإخوان الان لن تقودهم لتحقيق نجاح. قد يتمكن الإخوان من تحقيق الفوضى أو إطالة زمن الانفلات لكنهم لن يعودوا للحكم قريبا.