عكاظ اليوم - السعودية في القرآن الكريم وردت 70 آية وفي مواضع مختلفة كلها تحث على الجهاد وقتال الكفار والمشركين وفيها بيان فضل المجاهدين على القاعدين، منها قوله تعالى "يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال" سورة الأنفال، أو قوله تعالى "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق" سورة التوبة، وغيرها من الآيات .. السؤال الذي سيطرأ في عقلك الآن عزيزي القارئ هو التالي: ولكن هذه النصوص الدينية لها سياق وتفسير شرعي تشرح المراد منها؟ .. هل تفكر بهذا الآن ؟ حسناً حاول ربط هذه الفكرة بالأفكار الثلاث التالية: أولاً غالبية من يذهبون للجهاد هم من الشباب دون 22 سنة، هل تتوقع من شاب مندفع في هذا السن أن يجلس ويراجع تفاسير القرآن والسياق وسبب النزول ويراجع أهل الشرع والعلم حتى يصل للمراد الحقيقي من هذه الآيات؟ إذا كانت الإجابة نعم فتأكد أن كل من يفكر في الجهاد ويسمع كلامك ويقعد للبحث سيصبح عالما وستختفي فكرة الجهاد في سوريا من عقله، إذا كانت الإجابة لا فهذا هو الواقع، فكل من ذهبوا للجهاد يتصفون بضعف الفهم للنصوص الشرعية، ثانياً أن التفسير قد يُستغل، لا كهنوتية في الإسلام فحق البحث والتفسير مشروع لكل مسلم، التفسير ليس ملكا وبالتالي يستطيع أي شخص تفسير النص القرآني بالطريقة التي تدعم توجهه، وهنا تولد أدبيات التكفير وقتل الأبرياء تحت غطاء الجهاد، ثالثاً أن الإعلام المكثف القادم من سوريا ( صور، مقاطع فيديو، قصص من الحالة السورية، أوضاع اللاجئين ) هي أدوات تحريض غير مباشرة لفعل شيء ما، وأحياناً يكون الفعل المتاح هو الجهاد. هناك إجماع شرعي أن الجهاد شعيرة أصيلة في الإسلام وأنها ذروة سنامه، ولكن كما يُقال "الشيطان يكمن في التفاصيل" هل ما يحدث في سوريا جهاد ؟ هل ما حدث في العراق وأفغانستان جهاد ؟ هل ما يحدث في فلسطين جهاد ؟ سلمان العودة إنسان ذكي وتهمته أنه يحرض على الجهاد عقول ساذجة جداً والأكثر سذاجة ومضيعة للوقت هو تكرار سلمان العودة نفي هذه التهمة عشرات المرات منذ غزو العراق عام 2003 ..