سأنطلق من خبر أرشيفي يقول إن دول الخليج تتجه ل"إغراء" السياح بمشاريع كلفتها مئات الملايين من الدولارات! - لا أحد اليوم قادر على إنكار حقيقة أن السعودي هو الرقم الصعب في معادلة السياحة الخليجية والعربية.. نحن نتحدث عن شعب يتعاطى مع السفر كثقافة، لا كحاجة فقط.. الثقافة مستمرة غالباً، والحاجة منتفية.. قبل يومين وضعت وسماً في "تويتر" تحت عنوان: (#ماذا_لو_توقف_السعوديون_عن_السفر).. كنت أريد أن أصل للإجابة.. هل يعرف المواطن السعودي قدراته.. هل يثق بإمكاناته في إحداث الفرق وتغيير أركان المعادلة..؟ الحمد لله أن إجابات كثيرة لا تزال تتدفق حتى ساعة كتابة هذا المقال، كانت تصب في هذا الاتجاه.. كان الكثيرون يتفقون على أن إحجامهم عن السفر لبعض المدن الخليجية والعربية سيضربها في مقتل.. ما أجمل أن تثق الشعوب بقدراتها في كل المجالات! اللافت أن أكثر المدن التي كانت مضرب مثل في "الهاشتاق" كانت دبي.. نحو: لو توقف السعوديون عن دبي لتوقفت الحركة السياحية فيها.. السعوديون مقيمون وسياح يحدثون فرقاً هائلاً في دبي.. وكذلك الأمر لكثير من العواصم والمدن الخليجية والعربية وعلى رأسها القاهرة وبيروت! في البحرين، كان السعوديون هم نصف السياح خلال العام الماضي.. ليس سراً يذاع القول إن العديد من الهيئات السياحية العربية أصبحت تستهدف السائح السعودي في عقر داره وقنواته لإقناعه بالسفر تجاه دولها.. لدينا مخزون بشري هائل قادر على إحداث الفرق التنموي في الموارد السياحية لكثير من الدول العربية.. لدينا تدفق سياح غير طبيعي.. ندرك ذلك جيداً.. لكن يجب أن يدرك الآخرون ذلك.. فلا يتجاهلون الدور الكبير لهذا الرقم الصعب، الذي يضخ سنويا مئات الملايين من الدولارات في موازناتهم العامة.. نحن لا نريد أن يصبح السائح السعودي هو المأكول المذموم!