ضمن المشهد الاجتماعي بكل طوائفه ارتفعت حالة الرفض لمشهد التحرش الذي قام به بعض الشباب في احد الاسواق في المنطقه الشرقية.. وهو مشهد مؤلم لانه يمثل خرقا لقيمنا الاسلامية النقية وتاكيدا على فشل مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تأصيل تلك القيم في وجدان ابنائنا.. هم يمثلون انفسهم ولا يمثلون المجتمع باكمله ولكن المؤلم حالة التبرير التي اتسعت والتي ذكرتني ببدايات ظهور الارهاب حيث ارتفعت رقبة (ولكن) حيث تجد بعضنا يرفضه ثم يلتحف بلكن ليبرر ارهاب المتطرفين..! اليوم ايضا الكل رفضه ثم ايضا ارتفعت رقبة (لكن) مؤكدين ان هؤلاء الشباب غير ملومين.. وتنوعت التبريرات ولكنها للاسف لاتحترم عقل انسان ولا تتفق قبل اي شيء مع قيمنا الاسلامية الشريفة. خطاب التحريض وحث الشباب على ممارسة التحرش بالفتيات لابد من التعامل معه خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي بكل قوة باعتباره من جرائم المعلوماتية.. نعم فهؤلاء يزرعون ثقافة الفساد والتحريض بين شبابنا باسم الدين، وهو منهم براء.. وايضا لابد من سن تشريعات قوية وصارمة تجاه المتحرشين يكون التشهير احدى وسائلها. مع ملاحظة انه ايضا لابد من تدوين العقوبات تجاه المتحرشين في البلاد حتى يتم اصدار تشريع شامل ليتم معاقبة هؤلاء بشكل شبه موحد فلا نجد تمييزا بين قاض وآخر، وتقدير الاحكام يكون وفق رؤية تنظر للصالح العام وعدم انتشار تلك السلوكيات غير السوية مهما حاول البعض تبريرها.. لا نريد تكرار تجربتنا مع الارهاب مع الاختلاف وان كان ايضا مضرا بالامن الاجتماعي وحالة الاستقرار.. ففيه تكريس لثقافة القانون الفردي ونظام الغابة المتوحش سكانها. سرعة القبض على هؤلاء اسعدت المواطنين واكدت قوة المؤسسة الامنية وننتظر ان تكون معاقبتهم في مستوى تحقيق الوقاية وليس العقاب بمعنى ان معاقبتهم ردع لغيرهم ممن قد تسول له نفسه سلوك هذا الطريق المنحرف.. ايضا لابد من معاقبة المحرضين على اي سلوك إجرامي او منحرف تحت مظلة الدين تارة والاخلاق تارة اخرى.. المحرضون على اي فساد لا يريدون المصلحة العامة بل هم يريدون اي منفذ للاساءة للامن الوطني والاجتماعي. وجود متحرشين علانية يمثل صفعة لتعليمنا الذي فشل رغم كثرة المواد الدينية في تعليم هؤلاء الشباب احترام الآخر وتقدير وجوب غض البصر واهمية الحشمة في السلوك والالفاظ.. التحرش تحد لكل خطب الجمعة التي تنادي بممارسة الاخلاق الاسلامية دائما في كل مواقفنا.. التحرش صفعة لبساطة مجتمعنا الذي يؤكد له البعض في كل خطاب ان المرأة هي الجوهرة المصونة والدرة المكنونة.. والمعيب اكثر وجود من يشجع عليه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.. هؤلاء جزء من جريمة التحرش ولابد من عقابهم بالقانون مع سرعة اصدار قانون يعاقب المتحرشين والتشهير بهم ولنا في تجربة دول الجوار خير شاهد حيث رغم كل الانفتاح الاجتماعي والثقافي لانجد عندهم قبولا او تعزيزا للمتحرشين بل نجد عقابا صارما، وايضا شبابا ينأى بنفسه عن مسلكيات غير اسلامية وغير حضارية.. شباب من الجنسين يؤمن قناعة باحترام حق الآخر في السلم الاجتماعي واهمية احترام القانون المؤسسي ورفض قانون الافراد لقناعتهم انهم جزء من نظام ومجتمع متحضر خاضع لمظلة دولة وليس لقناعات أفراد..