أشكر معالي مدير الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم على رده المنشور في هذه الصحيفة، يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2013م، الذي بدأه باتهامي بأنني ذات موقف متحامل وبشكل دائم ضد الخطوط السعودية، وقد كنت «أربأ» أن يصدر مثل هذا الاتهام مِن مسؤول بحجم معالي المهندس، يفهم جيدًا ويُقدر دور الإعلام في مفهوم السلطة الرابعة، فإن كان هو بنفسه يكيل مثل هذه التُهم فماذا ترك لصغار موظفي الخطوط؟ من هنا أؤكد لمعاليه أن الخطوط السعودية هي مؤسسة وطنية، لا يُمكن أن أتحامل عليها، إنما تحاملي هو ضد أي إخفاق أو تراجع أو ممارسات سلبية صادرة عن أي قطاع حكومي أو خاص. وتشهد زاويتي «مطر الكلمات» على مئات المقالات النقدية التي كَتبت فيها نقدًا للممارسات التي تَمس إنسان هذا الوطن. ولو قسنا الأمور بمقياس معالي مدير الخطوط السعودية فإن ما نقوم به من نقد تجاه أي مؤسسة يعني - بحسب هذا القياس - أننا ضد المؤسسات ومتحاملون عليها. وبالتأكيد أن السيد الملحم نفسه ينتقد أكثر من جهة، حكومية كانت أو خاصة، من منظوره الشخصي، ولا يمكن بمقاييسي الشخصية أن أعتبره متحاملاً عليها؛ لأنه كأي مواطن له هذا الحق الأصيل؛ لذا فهذا الاتهام يفتقر إلى المنطقية، وخارج عن نطاق التمييز الواعي؛ لذا أؤكد للمدير العام للخطوط السعودية ولغيره من المشككين أن هذا هو نهج قلمي الذي عرفتموه وعرفه الناس عبر هذه الزاوية، والخطوط السعودية ليست أشخاصًا، إنما قطاع مؤسساتي كبير، نجاحه إضافة لهذا الوطن، وفشله خذلان لنا جميعًا، ومن واجبي الوطني أولاً، ودوري في هذا المجتمع الذي منحني نعمة هذا القلم وهذه المساحة، أن أتحدث بصوت كل مواطن، فما أكتبه لا يعكس في معظم الأحوال رأيي الشخصي، بقدر ما يعكس صوت الشارع الذي ملّ وتعب من كثرة تراجع الخطوط السعودية! وفي السياق ذاته، إن كان معالي المهندس خالد الملحم يعتقد أن كل من ينتقد «إخفاقات» الخطوط السعودية متحامل عليها فأعيده مع بعض التساؤلات إلى جلسة مجلس الوزراء المنعقدة قبل ما يقارب ثلاثة أشهر، التي دعت فيها الخطوط السعودية إلى تحسين خدماتها وزيادة رحلاتها.. وسؤالي: هل مجلس الوزراء متحامل على الخطوط السعودية؟ أيضًا أعيد معاليكم إلى جلسات مجلس الشورى، التي نُوقش فيها كثير من قضايا الخطوط السعودية، وتم توجيه كثير من النقد حيال هذه المؤسسة.. وسؤالي: هل مجلس الشورى متحامل على الخطوط السعودية؟ وهل عشرات المقالات التي تُكتب كل أسبوع عن الخطوط السعودية كُتابها متحاملون على هذه المؤسسة الوطنية؟ وهل مئات الأخبار والتحقيقات والتقارير الصحافية التي تُنشر كل شهر عبر الصحافة الورقية والإلكترونية هل كل كُتابها متحاملون على الخطوط السعودية؟ لذا فإن شماعة التحامل لم تعد مجدية في القرن الحادي والعشرين، وأتمنى ألا يتعلق بها معالي المدير العام للخطوط السعودية ليبرر الإخفاق والفشل، فأنا شخصيًا ليس بيني وبينه ولا بيني وبين أي موظف في الخطوط السعودية أي ثأر شخصي لينظر إلى النقد من هذه الزاوية الضيقة للأقلام الناقدة! تظل الخطوط السعودية باقية، ويظل الأشخاص متغيرين، ولكل مسؤول شهادة، يحفظها له التاريخ، سلباً أو إيجاباً، وسامح الله الأخ خالد الملحم على ما اتهمني به من تحامل وبشكل دائم ضد الخطوط السعودية.