الحضور المكثف للكاتبة السعودية في المشهد الصحفي والإعلامي المحلي، هو ظاهرة ثقافية واجتماعية حديثة، نسبياً، مقارنة مع حضور الرجل، الذي استحوذ على مجمل المشهد لسنوات طوال، كانت فيه الكاتبة، على الأغلب، اسماً مستعاراً او حتى صريحاً، يمرُ باستحياء وخجل، داخل صفحات ثقافية وأدبية تعج بصور الكتاب والأدباء. المشهد اليوم تغير؛ الكاتبة السعودية، بدأت تسجل تواجداً مهما وبارزا في الإعلام المحلي ولكن السؤال: كيف جاء هذا الظهور الجديد على الكاتبة نفسها وعلى المشهد؟ وكيف تلقى الجمهور هذا الظهور، وإلى أي مدى يؤثر ظهور الكاتبة إعلاميا على ترويج منتجها في مجتمع محافظ؟ وكيف تعاملت الكاتبة مع هذا التغير الجديد في العلاقة مع الإعلام وهل حقا تعي الكاتبة لعبة مساءلةٌ ثقافية بعد عقود من الغياب.. التعاطي مع الصحافة، لتلعبها بوعي وقصد؟ وهل حقا لعبت الصحافة المحلية، دوراً، متسرعاً، عبر استسهال ظهور كثير ممن يلحقون بالحقل الأدبي والجمالي (كاتبات، تشكيليات.. الخ)، على حساب المعيار الفني والنقدي؟ وماذا عن الكاتبات اللاتي يكتبن بحرية عالية في نصوصهن وفي المقابل، لا ينشرن صورهن، إما لأسباب عائلية واجتماعية أو خاصة.. ثمة جملة من الأسئلة التي قد تكشف تناقضات المشهد، وتحيلنا إلى مضمار النقد الثقافي، لهذه المسألة التي تمس الميدان الجمالي والإعلامي الجماهيري في آن؛ لنخوض النقاش، تحت عنوان محدد، وهو: (صورة الكاتبة السعودية، في الصحافة المحلية وأثره على ترويج المنتج الأدبي من جهة ودور الصحافة الثقافية في التعاطي المهني مع هذه الصورة وهذا الظهور) في مساحة حوارٍ نبسط فيها النقاش حد الاحتدام بين آراء متباينة، ولكن حد الإثراء!. أشجان هندي أشجان مع.. ولكن! بدايةً، تؤكد الأكاديمية والشاعرة أشجان هندي أنها مع هذا الظهور. معلقةً: "لندع المرأة تظهر بعد سنوات من الغياب، ولكن لا أريد أن يأتي يوم ونكون ضد هذا الظهور عندما يكون بهذا الشكل؛ لا ضير من ظهورها ولكن الخوف أن نؤسس على خطأ ومن ثم نبني عليه". مضيفة: "الظهور الإعلامي هو استحقاق لكل من يقدم منتجا إبداعيا جيداً وليس لأي شخص". مؤكدة: "عندما نريد أن نؤسس لمشروع ثقافي وحضاري يجب أن نؤسس بشكل صحيح، وبتريث لكي لا نقدم منتجا أشجان الهندي: دع المرأة تظهر بعد طول غياب.. لكن لا تحترق! استهلاكيا ينسى ويهمل بسرعة، وبهذه الطريقة لن تظهر المرأة وإنما ستهزم وتخرج بأسرع مما دخلت لأن شدة تسليط الضوء على الشيء نفسه يحرقه، وهذا ما أخشاه، لأنه ضد المنتج وضد صاحبه والكاتبة التي ليس لديها أساسٌ متينٌ من المعرفة والوعي، وتتعرض لهذه البهرجة الإعلامية فإنها ستحترق، لا محال؛ مشددة على إن عدم التعامل المهني مع الكاتبة والتعويل على الصورة (الشكل)، يكرس لظلم التجارب الثقافية التي أمضت سنوات طويلة في العمل الثقافي والإبداعي "ذلك لأنك ظلمته عندما ساويته بغيره من جهة وخدعت من قمت بالترويج له، لأنك "طببت عليه بزيادة.."، من جهة أخرى".. ويتحول الإعلام من أداة إشهار إلى عامل حرق، لأنه سيوقف الكاتبة، عند مستوى محدد من التجربة التي تعتقد بأنها وصلت بها إلى القمة، وأن الدليل على تفوقها هو التفات الإعلام إليها وليس معرفتها للمستوى الفني الذي وصلت إليه وحققته. استهلاك إعلامي وتؤكد الدكتورة أشجان إلى أن ما يحدث هو أن استهلاك الإعلام للكاتبة، أو المبدعة، مرارا، يؤدي لإطفائها لأنها اطمأنت وصدقت أنها وصلت وأنها متساوية بمن سبقها ممن أنجز وقدم للمشهد وعمل لسنوات. من جهة أخرى، نبهت أشجان هندي إلى أن ثمة كتابا شبابا لا يحظون بالاهتمام الإعلامي، متسائلة: "وهؤلاء ينتمون لذات المشهد، لماذا لا يسلط الضوء على تجاربهم الواعدة". وحذرت الشاعرة السعودية، إلى أن التخوف الكبير عندما تظهر هذه الظواهر بشكل عشوائي، ومن يقوم بالأمر يقوم به بشكل غير واعٍ، فيهدم أشياء كثيرة قمنا ببنائها في المشهد الأدبي، منذ سنوات. مسؤولية المنابر الثقافية وعمن يتحمل المسؤولية، رأت الدكتورة أشجان أنها تقع على عاتق مشرفي المنابر الصحافية. معلقةً: "جميل أن نظهر المرأة وتواجدها مهم، ولكن في النهاية يجب أن يكون لدى هذه المنابر خطة واستراتيجية جادة، وإلا ستحرق الورقة الخضراء وهي في بداية ربيعها". مؤكدة في نهاية المطاف أن معظم الإعلام يتعامل مع الموضوع تعاملا سلعيا و"أصبح موضوع المرأة هو الموضوع الأساس والمحرك لكل الموضوعات وكأن لا أحد لديه "حريم" إلا نحن وكأننا فجأة اكتشفنا أن لدينا نساء". المرأة عندما تدخل الشأن الثقافي يجب أن تعامل وفق المعايير الفنية التي تنطبق على الجميع، وهو مسؤولية المحررين ومشرفي الصفحات والمنابر الثقافية، بالدرجة الأولى. الصورة.. عاملاً تعليقٌ آخرٌ حول المسألة من الروائية السعودية أميرة المضحي والتي تتواجد في المشهد الإعلامي من خلال ثلاث روايات، دون نشر أي صورة شخصية لها في الصحافة. خلافاً لما هو متوقع، ترى الروائية المضحي أن وجود الصورة، ضرورة من حيث إشباع فضول القارئ المتابع لكاتبة معينة ويحب أن يتعرف على شخصها ولو عبر الصورة، بعد أن أعجب بكتاباتها، ربما من باب الفضول أو المعرفة أو المحبة. وحول استثمار الصورة، "الأيقونة" في الترويج للمنتج الأدبي، في مجتمع (محافظ)؛ لا تعول المضحي، كثيرا على هذا العنصر، منوهةً: " ثمة عناصر أخرى ذات أهمية، مثل حضور الملتقيات الثقافية والتواصل مع الصحفيين والنقاد والتواجد في تويتر وفيسبوك؛ يجب توفر مجموعة عناصر لكي تستثمر صورة كاتبة بشكل تام". أميرة المضحي: لا أنشر صورتي ولكن نشر صورة الكاتبة ضرورة انحياز.. ما! هل الصحافة لديها نوع من الانحياز للكاتبة التي تظهر صورتها في الصحافة؟. تجيب أميرة من واقع تجربتها: "هنالك قليل من الانحياز على اعتبار ان الكاتبة التي تتواصل مع الناس وتظهر اعلاميا، ربما تتحول إلى وجهٍ اعلامي". وهل غياب صورتك أثر على ظهوركِ الإعلامي ورواج منتجك؟. تجيب الروائية السعودية: "غياب الصورة أثر بنسبة ما، فعدم ظهور صورتي أدى إلى عدم ظهوري الاعلامي وعدم التواصل بشكل كبير مع الناس، وقد طلبت أكثر من مرة الى حوار تلفزيوني ولم اقبل وهكذا." وتختم المضحي: "استثمار العمل اهم من استثمار الصورة". سارة العليوي الصورة مصداقية أما الروائية السعودية سارة العليوي، فتؤكد أنها مع الدور الحاسم الذي يلعبه ظهور صورة الكاتبة في الترويج للمنتج الأدبي، معلقةً: "بالطبع يؤثر، وهو لصالح العمل". مضيفة: "يجب أن لا يكون بين الكاتبة والناس حجاب، ما دام الكاتبة تكتب باسمها الصريح وليس المستعار". معتقدة، أن ظهور صورة الكاتبة يعتبر جزءا من مصداقية المنتج الأدبي نفسه، "فكيف أتحدث عن موضوعات وأدافع عنها، وأن لا أجرؤ على الظهور أمام الملأ. ولا تقلل سارة العليوي من الدور الذي تلعبه البيئة الأسرية بالدرجة الأولى ومن ثم المحيط الاجتماعي الذي تظهر منه الكاتبة؛ في كيفية ظهورها الإعلامي من عدمه. سارة العليوي: جمال الكاتبة عامل تسويق وهناك من يستثمره إعلامياً! فضول القراء هل صحيح أن ثمة جمهور تلفته الصورة وليس المنتج، تعلق: "لو طرحت مسألة (ظهور صورة الكاتبة في الصحافة)؛ قبل 30 سنة، سأقول الجمهور يقرأ قبل أن يرى شخصية الكاتبة، ولن يكترث بالأمر ولكن الزمن تغير مع التكنولوجيا؛ إذ ثمة إمكانية لترى الكاتبة وتظهر، فهنالك، فضول مشروع للقراء الذين يريدون أن يروا الكاتبة، بل ويريدون التواصل معها؛ الجمهور اجتاز مرحلة القراءة لكاتبة دون معرفة هويتها البصرية وصورتها الشخصية". ولكن هل جمال الكاتبة يعتبر، أيضا، عامل تسويق، تجيب سارة العليوي: " أجل، أعتقد أنه عامل تسويق وبعض الكاتبات يعين الأمر وقد يلعبن على هذا الوتر". مضيفة: "قد تصدر الكاتبة كتابا فارغا من المحتوى ولكن تشتغل على ظهورها الإعلامي وتبدأ في التسويق لنفسها عن طريق نفسها". بلقيس الملحم: الصورة كلمة وهي أبقى من الصورة! الصحافة.. شريكاً وترى العليوي أن الصحافة المحلية أصبح لديها استعداد أن تركز على الكاتبة التي تظهر صورتها على حساب الكاتبة التي لا تظهر وأن كان ذلك على حساب المنتج الإبداعي نفسه. مضيفة: "إذ كما نعرف أن الخبر الذي ينشر مع الصورة ستكون له الأولوية على حساب الخبر الذي بلا صورة". مؤكدة أن على الكاتبة أن تعمل لصالح منتجها الأدبي، مضيفة: "أنا لا أجلس على نصي الروائي لشهور، ثم فقط أرسله إلى الناشر وأجلس.. إما تصدرين كتابا وتشاركين في التسويق له أو تجلسين، في انتظار القدر". وتختم صاحبة رواية "لعبة المرأة رجل": " صحيح ان ظهور الصورة عامل مساعد، ومكمل، ولكن الكتاب الجيد سيسرق الأضواء، نشرت الكاتبة صورتها معه أم لم تنشر"!. الكلمة.. صورتنا أما الروائية بلقيس الملحم، فلا تقرأ المسألة من مكان آخر وحسب، وإنما تترافع ضد أهمية أي حديث يعول على الصورة قبالة الكلمة، حيث ترى أن الكلمة "علَّمتنا أن نلج القلوب دون أن نطرق بابها، أن نتلمَّس حاجات الروح ونضغط على أماكن وجعها، دون الكشف عن هوية صورنا، علمتنا أن نمسح الدموع ونرسم الابتسامة ونبني الفكر دون البوح عن تعابير وجوهنا كيف كانت. مردفة: " لهذا قد يجد في كلامي هذا "ضالَّة " لمن يرى ضرورة عدم ظهور صور الكاتبة في الصحافة والمحافل الثقافية المحلية وهذا بالطبع تبعا للعادات الاجتماعية التي وإن كانت غير منطقية في بعض الأحيان، خصوصا مع تصاعد خطوات التطور في كل مجالات الحياة، وأقصد ما يمس المرأة منها، إلا أن الاعتبارات هذه يجب أن تؤخذ بأكثر واقعية ووعي اجتماعي، حتى لا يتم إقصاء صوت المرأة بالكلية، فالكلمة أبقى من الصورة..! أو المبدعة يمنح المتلقي نوعاً من الثقة الصورة.. حرية شخصية وتعتقد الملحم أن ظهور صورة الكاتبة في الصحافة والإعلام بشكل عام، برأيي يعود للحرية الشخصية لصاحبة القلم، في حال إذا ما سلَّمنا بالحرية الحقيقة المنشودة لكل امرأة كاتبة! وإلا فإن نسق المجتمع السعودي وللأسف لا يزال يتحسس من هذا الموضوع الذي أراه آخر حبة في عقد " مقومات نجاح الكاتب " ولعل الصحافة السعودية تتفهم ذلك جيدا، فهي لا تميز بحال بين كاتبة تنشر صورتها أو لا تنشر، وهذه نقطة تحسب لها لا عليها. وتؤكد صاحبة رواية حرائق الممالك المشتهاة أن الصورة تحكي ألف كلمة، هذا إذا نظرنا إلى مفهوم " الصورة " كفن مستقل في حد ذاته، أما أن نربط نجاح الكاتبة بنشر صورتها على منتجها الأدبي، فهذا إجحاف بالمعنى الحقيقي للكلمة ولا يمكنه بحال أن يكون مقياسا للانتشار والشهرة، فكثير من الكتَّاب والمشاهير رجالا كانوا أو نساء، ساد ذكرهم في العالم وتداول الملايين من البشر نتاجهم الفكري والثقافي دون معرفة وجوههم الحقيقية، ولعل اهتمام المثقف الحقيقي يعكس ما قلتُه، فبئس من يضع مكانه مكان الأعمى الذي يصِّر على رؤية النور ليمشي. وتضيف: "الصحافة السعودية أكبر من أن تركض خلف الصورة، فهي لا تشترط مثلا إظهار الصورة للكاتبة، حالها حال الروافد الثقافية في الدول الأخرى، وسأذكر لك هنا موقفا حدث لي مع " جائزة ناجي نعمان الدولية في بيروت" فقد فزت عام2012 بجائزة الإبداع عن ديواني الشعري" وطني بلا نبي" وطلبت مني صورتي الشخصية لنشرها جانب اسمي في كتابها الذي تصدره بمناسبة الجائزة . لكني وبكل أدب رفضت ذلك لاعتبارات العائلة المعروفة، فما كان منهم إلا أن يحترموا رغبتي، نزولا عند طلبي، شاكرين لي طريقة تعبيري الواعية، فرفض وضع الصورة يُعتبر لدى" المثقفين" أسلوبا شخصيا يفرض احترامه على الآخرين ..! الجمهور المحلي ولكن هل وصل الجمهور المحلي للوعي الكافي في التمييز على أساس المنتج وليس الصورة؟ تجيب بلقيس: "تمييز المنتج يبقى أولا، على كافة أصعدة المجتمع، الثقافية منها والبسيطة، ووجود الأسماء المستعارة كما نجده في الكاتب الشهير " الراشد" أو الكاتبة ياسمين، كما كانت تفعل " أجاثا كريستي" أو " مالوان " ومدى انتشار كتبهما لدليل قاطع على أن الكلمة أبقى من الصورة، والمجتمع السعودي ليس بمنأى عن ثقافة العالم التي يتوحد فيها كثير من المبادئ والخطوط العريضة، إنها الكتابة الحقيقة التي فاضت كما يجب، تلك التي تذوقنا على يدها لذائد فاكهة الأدب، وداوتنا بترياق الداء نفسه، ومزَّقت أرواحنا وأخرجت قلوبنا من ثيابنا ذات مرة، ولم تترك لنا سؤالا واحدا نسأله " كيف هي صورة الكاتب". مريم بوخمسين زاوية تشكيلية مريم بو خمسين فنانة تشكيلية سعودية، بدأت أخيرا بالتفاعل مع الصحافة المحلية، لها تجربة صغيرة في التعاطي مع الصحافة ولكن أيضا لها وجه نظر فماذا تقول مريم: " الوجه مكْمَن التعابير التي تترجم الانفعالات والملامح هي التي مريم بوخمسين: وجود صورة الكاتبة تجعل هذا الوجه فريداً وبه يميز هذا الكائن عن غيره وهو بلا شك، جزء من هوية كل إنسان وبه يتمثل حضوره والطريقة الأولى للتواصل المتبادل مع الآخر وأحد طرق التعبير بلا شك، لذا من الصعب حرمان المرء من وجهه وطمس جزء من هويته". منبهة:" لكن خصوصيات المجتمع السعودي حتمت على شريحة كبيرة من النساء وتحديداً الكاتبات والفنانات، إخفاء وجوههن بل إخفاء أسمائهن أحيانا وأرى أن ذلك يضعف من موقفهن للأسف". ظاهرة صحية وتعتقد مريم أن ظهور صور الناشطات من النساء أيا كان دورهن تعد ظاهرة صحية وتبعث للتفاؤل وهي بداية تبشر بتحولات وضع المرأة السعودية وتحركها نحو نيل مكانتها الإنسانية الطبيعية، وتؤكد بو خمسين على أن ظهور المرأة في وسائل الإعلام يكسبها نقاط إضافية قوية وواثقة ، لكن لا يحق لأي كان أن يصادر حرية الأخريات اللاتي اخترن التمسك بالأعراف والامتناع عن الظهور الإعلامي. أما عن انحياز الصحافة، لكاتبات ومبدعات دون غيرهن على أساس نشر الصورة، فتعلق التشكيلية السعودية: "يعتمد ذلك على نوعية الصحيفة وتوجهها، لكن في كثير من الاحيان المنتج يفرض نفسه ، حتى لو كانت المظاهر خداعة فما وراء الصورة لا بد أن ينكشف ، فلو كانت الشخصية خاوية فكريا وفنيا فلن يستمر دعم الإعلام لها بالتأكيد". الصورة.. مروجاً للمنتج وعن أهمية الصورة في ترويج المنتج الإبداعي، تشير مريم إلى أننا في عصر الصورة وصورة الكاتب أو الكاتبة على حد سواء مهمة جدا لترويج المنتج بل إن وجود صورة الكاتب أو الكاتبة يمنح المتلقي نوعا من الثقة فهو يعرف يتعامل مع من؛ وهو يوحي بالانطباع الاول عن المنتج فهو يخدمه بالترويج له أو ربما العكس. "برستيج" ثقافي وترى مريم أن على الصحافة والمجتمع معاً قبول صورة المرأة ككائن بشري طبيعي يمارس نشاطاته الحياتية الطبيعية وأن لا تحاسب المرأة بحساب يختلف عن محاسبة الرجل، فوجود صورتها من عدمه خيار شخصي .وعن تجربتها تتحدث: "ظهوري الإعلامي جعلني جديرة بالثقة أكثر وساهم في إيصال رسالتي إلى شريحة أكبر من المجتمع، لكن حصول ذلك في مجتمع محافظ جدا له عواقب يجب أن نتحملها، ودائما كل من يخالف الفكر السائد ويحمل افكارا تنويرية يجب أن يحتمل تبعات مواقفه". وعن تركيز الصحافة على صورة الكاتبة، وإذا ما خلق هذا الأمر نوعا من البرستيج الثقافي المعين، تعلق، مريم: لا أحد يرفض أن يكون نجما وإذا كان ذلك مطلب الجماهير فلا يلام الكاتب أو الكاتبة إن انساق وراء ذلك، الجميع ينشر صوره الآن لم يعد الأمر يقتصر على الكتاب أو الفنانين أو بطبقة فكرية معينة، شبكات التواصل الاجتماعي وفرت مساحة شاسعة للاستعراض، لذا فالمثقف أيضا لابد أن يتأثر بظروف الزمن وطبيعة البيئة المحيطة به".