كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن أداء الخطوط السعودية ,, وأنا هنا أقف دائماً في صف المواطن الباحث له عن مقعد ليتنقل بين مدن المملكة فليس من المعقول أن يستطيع هذا المواطن السفر بسهولة خارج المملكة ولكنه يجد صعوبة في السفر بين مدن المملكة وليس ذنب هذا المواطن أن يتحمل مسببات ذلك ,, إلا أنه وبعين الإنصاف والحق يجب علينا أن لا نحمل الخطوط السعودية كل ذلك ,, فهناك جهات أخرى تشترك في هذا الأمر سواء من القطاع الحكومي أو الخاص,, وفي نفس الوقت فإنه ومهما كانت هناك ملاحظات على أداء تقديم الخدمات في مواقع معينة في الخطوط السعودية إلا أنها في رأيي الشخصي إحدى أهم المؤسسات الخدمية العامة التي تتعامل مع كافة مستويات المجتمع ومع جميع الفئات وتسعى القيادات لتطوير تلك الخدمات , وارجو ان لا يفهم القارئ من مقدمتي هذه انني ادافع عن الخطوط السعودية لأي سبب كان ولكنني أقول الواقع . وعندما أتحدث هنا فأنا أتحدث بصفة الشاهد المحايد الذي عمل لمدة 27 عاماً تدرج من موظف صف أمامي إلى مدير عام بالدرجة 24 وتركت موقعي برغبتي الشخصية في عام 2008م مؤكداً أن علاقتي بزملائي سابقاً داخل الخطوط السعودية وزملائي حالياً خارج وداخل الخطوط السعودية تجعلنا نتبادل الأفكار والاهتمامات ولكن يشهد الله انه لم يسئني شيء مثل ما ساءتني افتراءة تقديم لحوم غير صالحة من قبل تموين السعودية وتحديداً من القاهرة لركاب الخطوط السعودية , مؤكداً للقارئ الكريم إنني وخلال الفترة الماضية كانت هناك أحاديث بيني وبين قياديين من السعودية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ/ عبدالعزيز الحازمي والأستاذ/ عبدالرحمن المحبوب والأستاذ/ عبدالله الاجهر والأستاذ/ يوسف عطية وغيرهم ,, نتحدث عن السعودية وعن السياحة الداخلية وعن العلاقات الإنسانية والاهتمامات المتبادلة وأمور كثيرة وقد لمست منهم جميعاً حزناً داخلياً عميقاً تجاه هذا الإتهام القاسي ,, والحقيقة إنني كنت ولا زلت اشعر شخصياً بنفس الحزن والتساؤل تجاه هذا الاتهام القاسي غير الصحيح ( كما أكد ذلك الأخ العزيز الكاتب حمد القاضي في مقال له في هذا الشأن وغيره الكثير من الكتاب ) ,, فعندما تلمس أن من يعمل معك ينتقدك بهدف التشفي فإن ذلك يشعرك بالإحباط عكس عندما تلمس إنه ينتقدك بهدف التصحيح لأداء عمل معين ويطمح في التطوير فإن ذلك يشعرك بالسعي قدماً في التطوير وهذه معادلة مهمة جداً. أتساءل هنا هل يعقل لمؤسسة وطنية قيادتها وموظفوها يستلمون مرتباتهم الحكومية الشهرية أن يوافقوا على تقديم أطعمة ولحوم غير صالحة لركابها؟ أو يشكون مجرد الشك في ذلك ؟ فأي مصلحة لهم في ذلك ,وهل هؤلاء القياديون المواطنون يستخدمون شركات أخرى للتنقل هم وأسرهم بين مدن المملكة ولا يأكلون من تموين السعودية ؟ وهل هم ليسوا من أبناء المجتمع السعودي المحافظ والمسلم والمؤتمن على صحة وسلامة الركاب والعملاء ؟,, ثم يظهر لنا زميل يتهم الخطوط السعودية وقطاع التموين في مقتل ,, شخصياً أنا لا ألوم الإعلام والإخوة الكتاب الذين تطرقوا لهذا الموضوع لأنني اجزم أن كل كاتب لم يكتب إلا من محبته لوطنه وللخطوط السعودية مهما تعددت الأسباب (( بالرغم من اختلافي مع القلة القليلة الذين رأوا إن التهمة أصبحت حقيقة بينما هي أساساً غير صحيحة )) ولكن اللوم يأتي في المقام الأول على الزميل الذي أطلق هذا التشكيك في برنامج تلفزيوني اعتبره من انجح البرامج التلفزيونية ويحظى بنسبة مشاهدة كبيرة. أخيراً : أؤكد وبرأي محايد لراكب وعميل الخطوط السعودية ولقياديي هذا البلد المعطاء أن هذا الاتهام في خدمات التموين غير صحيح ,, وأعلن ذلك من واقع علمي السابق حيث كنت أتعامل بشكل مستمر مع تموين السعودية سواءً في جدة أو القاهرة وأعرف إن هناك معايير محددة لاختيار الأطعمة لا يمكن أن تسمح لدخول مثل هذه اللحوم الفاسدة والتي أترفع أن أذكرها هنا احتراما للصحيفة وللقارئ ,, مؤكداً إن هذا التموين كما شرحه بإسهاب معالي الأخ المهندس خالد الملحم حقق ولا زال يحقق نجاحات متميزة منذ تأسيسه ومشهود له عالمياً ومحلياً ,, موضحاً للجميع إن هذا التموين بناه منذ تأسيسيه رجال متميزون مشهود لهم بالكفاءة ومنهم خلال العشرين سنة الماضية على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ/ زين أمين الأستاذ / على محرق والأستاذ/ عبدالرحمن الهلالي ( وأرجو أن يبحث القارئ عن سيرة هؤلاء ) ,, موجهاً رسالتي في نفس الوقت لمن يقوم على قطاع التموين حالياً بأن يعملوا على التطوير وان يسعوا لفتح الباب للإعلام المقروء والمسموع والمرئي للدخول لمرافق التموين ونقل الصورة الحقيقية وفي نفس الوقت طالباً منهم الاستماع لوجهات نظر أبنائهم موظفي التموين وتعزيز الجوانب الإيجابية لديهم وتقصي العوائق التي تواجههم والعمل على تذليلها مع أهمية ضخ دماء خبرة وذات كفاءة في هذا القطاع الهام والاستفادة من الشباب المؤهل ,,, وأنا على يقين بأن ذلك هو الهدف الذي يسعى إليه ولي الأمر منا جميعاً. والله ولي التوفيق