لست مع من ينادون بالاستغناء عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الأصوات التي تصاعدت عقب حادثة مطاردة الرياض خلال احتفالات اليوم الوطني، كانت تقدم جردة حساب لسلسلة حوادث ناتجة عن تجاوزات أفراد في الهيئة للنظام الذي يمنع المطاردة. أنا أظن أن الهيئة عليها أن تطرح سؤالا على نفسها : ماذا يريد المسؤول والمجتمع منها؟! من المؤكد أن من ينتقدون اجتهادات رجال الهيئة ليس كلهم أناس غير أسوياء. هذا الطرح المتشجنج الذي نتابعه من المدافعين بتطرف عن أخطاء الهيئة، لا يخدمها بقدر ما يتيح فرصا ومبررات أقوى للمطالبة بإنهاء وجود هيئة الأمر بالمعروف، إن كان ما تمارسه سيتركز على عمل قطاعات الشرطة والمرور .. وأعني بذلك خوض مطاردات شوارع للناس. أنا من المؤيدين لبقاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكن من خلال المنظور الذي يتبناه الرئيس الحالي للهيئة. وعلى الرئيس وكل العقلاء والمحبين للهيئة أن يتفهموا أن المجتمع الذي يدعمهم ويدافع عنهم، لن يتغاضى عن تجاوزاتهم بدعوى أن فوائدهم ومنافعهم أكبر من أخطائهم. خاصة إذا كانت هذه الأخطاء تتكرر. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست سلطة ضبط وقبض، وإنما هي جهة توعية وتوجيه بالمعروف. وأي خروج عن هذا المضمون ضرره فادحا ليس على الهيئة وحدها، بل على كل من يؤمن بأن الحكمة والموعظة الحسنة ركن أساس في الدعوة.