مجيب الرحمن العمري لم تكن حادثة المطاردة التي تعرض لها المواطن عبدالرحمن الغامدي من قبل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة بلجرشي والتي أدت إلى وفاته رحمه الله هي الأولى من نوعها فقد سبقها عدة مطاردات للهيئة أدت إلى نتائج مميتة مثلما حدث للمواطن الغامدي. وحسب معرفتي إن محافظة بلجرشي تضم عدداً من القرى البسيطة وتقع على بعد خمسة عشر كيلومترا من منطقة الباحة والذي أعرفه أنها محافظة باردة هادئة وجميلة يعرف معظم أبنائها بعضهم البعض ولنا أصدقاؤنا المتميزون من تلك المنطقة الجميلة، فليست بتلك المنطقة التي تستدعي المطاردات أخر الليالي لرجل وزوجته وأطفاله، ولا أعلم ما هذه العقول التي ترى رجلاً يصطحب زوجته وأطفاله، ثم يقومون بمطاردته بين شوارع ضيقة ومنعطفات قاتلة، فهل هذا هو المعروف الذي يأمرون به وهل هذه الحكمة التي تعلموها من أجل الدعوة إلى الله، إن الواقع يستدعي وقفة جادة أمام هذه الأخطاء الفادحة والقاتلة التي يرتكبها أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الفينة والأخرى وينبغي إعادة النظر في أنظمة الهيئة. من المعروف أنه لكل وظيفة وصف وظيفي تحدد فيه المهام الوظيفية والصلاحيات الممنوحة لكل موظف ومن ثم إذا تجاوز الموظف صلاحياته أو قصر في أداء مهامه الوظيفية يعاقب حسب نظام العقوبات المعمول به في كل جهة وفق أنظمة الدولة. فهل يوجد وصف وظيفي حددت فيه الصلاحيات والمهام الوظيفة للأعضاء؟ أم إن كل واحد يحدد صلاحياته بنفسه؟ ثانيا، ينبغي إعادة النظر في مدى التأهيل العلمي لأعضاء الهيئة إما باشتراط مؤهلات لا تقل عن الدرجة الجامعية وإلحاقهم بدورات تدريبية مكثفة تؤهلهم لممارسة عملهم بمهنية تبنى على أصول علمية وفق الأنظمة الإدارية المعروفة، إننا نريد الهيئة أن تأمر بالمعروف دون أن يكون لها ضحايا أبرياء، فليس المجتمع مكلفاً بدفع ثمن باهظ مقابل كل من لا يفهم أداء عمله، وكل جهة لم تضبط موظفيها بضوابط إدارية واضحة المعالم وحازمة بنفس الوقت، نريد أن يكون لدينا هيئة ذات أعضاء مؤهلين ومهنيين ليكونوا قدوة. نقدم عزاءنا لأهل المتوفى ونسأل الله أن يشفى مرضاهم ونتمنى من الجهات المختصة إصدار أقصى العقوبات في المتسببين بقتل الرجل، حتى يكونوا عبرة لغيرهم ليتحقق المعروف الصحيح ويتحقق أيضا النهي عن المنكر.