من أهم إنجازات بشار الأسد خلال الثورة السورية، بعد القتل والمجازر، هو عمله على تشويه الثورة وبالأخص الجيش الحر، وجعل اللّبس يغدو إلى أذهان البعض بأنّ العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة، والمتمثلة في جبهة النصرة ودولة العراق والشام، أنهما محسوبتان على الجيش الحر، بهدف التقليل من التعاطف الشعبي مع الثورة. إلاّ أنّ الأمور انكشفت واتضحت، كما أنّ هذا الأمر تناولته في مقالات سابقة، وأعيده الآن، وهو أنّ هذه الجهات التابعة للقاعدة، والتي كانت على لسان بشار الأسد في تهديده للشعب مذ بداية الاحتجاجات الشعبية، ما هي إلاّ كتائب تابعة لنظام الأسد بدليل أنّ حربها على الجيش الحر لم يًعُد بالخفاء، كما هو في الأشهر السابقة، بل صار عيانًا بياناً، وحرب دولة العراق والشام ضد الجيش الحر قائم على الملأ، بهدف تحجيم قوّته وحصاره ما بين الجيش النظامي، والجيش القاعدي، وكليهما تابعان لنظام الأسد! ومن أبرز إنجازات دولة العراق والشام هذا الأسبوع، هو قيامها بمقتل الناشط الإعلامي حازم العزيزي -رحمه الله - وهو من أبرز الشباب الذين كانوا يعملون على نقل أخبار الجيش الحر في معاركه ضد جيش النظام في ريف حلب، وهذا الناشط هو أحد المطلوبين قتلاً لدى النظام، وها هي دولة العراق والشام تنفذ مطالب الأسد وتقوم بقتله! وهذا الفعل الشنيع ليس الأول ولن يكون الأخير، إنما ذكرته كمثال. إنّ القدرات الفذة التي أوصلت الثورة السورية داخل هذه الأنفاق "المتشعّبة" المظلمة، ليست قدرات يمتلكها بشار الأسد وحده، ولا بمعاونة إيران فقط، إنما هي نكهة أمريكية - إسرائيلية مُحبكة الصنع، يترجمها التخاذل الدولي برئاسة أمريكا ضد ما يحدث من جرائم يومية بحق الشعب السوري، وما سمعنا من "جعجعة" بصوت الرئيس أوباما، وبكائيات تجاه ما يحدث في سوريا بعد مجزرة الغوطة الكيمياوية، لم تسفر إلى اليوم عن شيء سوى اتفاق أعاد حبل الوصال الأميركي - الروسي! بمناسبة هذه الاتفاقية، نشرت وزارة الخارجية الأميركية تغريدة من حسابها على تويتر قبل أيام، تتحدث فيها عن وجود خطة لإزالة الأسلحة الكيميائية بالطريقة الأسرع وشفافة وذات مصداقية وقابلة للتطبيق - على حد قولهم - لكن الخارجية الأميركية لم تذكر مطلقًا عن أي خطة لإزالة بشار الأسد عن الحكم السوري، بدوري قمت بالرد على تلك التغريدة متسائلة، إن كانت محاسبة الأسد ومحاكمته ضمن الخطة أم خارج الحسبة؟ وصلني منهم الرد في ثلاث تغريدات متتاليات، أنّ لديهم اعتقادًا بأنه يجب أن يُحاسب، وأنه فقد شرعية حكم سوريا، وأنّ كل ما يقومون به يهدف إلى أنه لن يبقى زعيمًا -كما يسمّى- مدة أطول.. جيد رد الخارجية الأميركية وتفاعلها، ولمن يرغب بالاطلاع على تفاصيل هذه الردود يجدها في مفضلتي على صفحة حسابي بتويتر. المهم أنّ الرد مثله كبقية التصاريح الأميركية التي لا تملك أي تصور لإنهاء الجرائم اليومية، ولا لإنهاء نظام الأسد والذي لو أرادت أمريكا التخلص منه، لانتهى في ليلة مظلمة، كما حدث مع صدام حسين سابقًا، ومعمر القذافي لاحقًا!