تواصل السوق المالية السعودية عملية جني الأرباح التي بدأتها من قمتها السنوية لهذا العام عند مستوى 8215 نقطة، والتي بلغها مؤشر السوق المحلية TASI في نهاية تداولات آب (أغسطس) الماضي، وسجل فيها المؤشر أعلى قمة سنوية له، متجاوزاً قمته السنوية للعام الماضي 2012م التي كانت عند مستوى 7930 في تداولات إبريل من العام نفسه. وفي تداولات الأسبوع الماضي واصل مؤشر TASI تراجعه للأسبوع الثاني على التوالي، فاقداً 1.7 في المائة من قيمته على المستوى الأسبوعي بإغلاقه عند مستوى 7634 نقطة مقارنة بإغلاق الأسبوع السابق عند مستوى 7766 نقطة. وقد تراجعت مع تراجع مؤشر TASI جميع مؤشرات قطاعات السوق المحلية الخمسة عشر باستثناء قطاع الطاقة الذي ارتفع مؤشره بنسبة طفيفة. وكان قطاع الفنادق في مقدمة القطاعات المتراجعة، حيث تراجع مؤشره بنسبة 5.7 في المائة، ثم قطاعا الأسمنت والاستثمار المتعدد اللذان تراجعا بنسبة 4 في المائة، ثم قطاع التطوير العقاري الذي تراجع مؤشره بنسبة 3.2 في المائة. أما القطاعات القيادية فقد تراجع مؤشر قطاع المصارف بنسبة 1.4 في المائة، وتراجع مؤشر قطاع البتروكيماويات بنسبة 0.5 في المائة، وتراجع مؤشر قطاع الاتصالات بنسبة 1 في المائة. وعلى مستوى السيولة تراجعت قيمة تداولات الأسبوع الماضي إلى 30.25 مليار ريال بنسبة تراجع بلغت 12 في المائة مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع السابق البالغة 34.4 في المائة مليار ريال. أما معدل التداول اليومي فقد تجاوز ستة مليارات ريال يومياً، وهو أعلى من معدل التداول اليومي لهذا العام المقدر ب 5.77 مليار ريال يومياً حتى إغلاق آب (أغسطس) الماضي. وفيما يتعلق بتحليل السيولة وقيمة تداولات الأسبوع الماضي وتوزيعها على القطاعات، يلاحظ بقاء السيولة في القطاعات الآمنة، وعزوفها عن قطاعات المضاربة، ماعدا الارتفاع الذي شهده قطاع التأمين، الذي قد يكون سببه ارتفاع البيع في القطاع نفسه، فقد بلغ نصيب قطاع التأمين من تداولات الأسبوع الماضي 29 في المائة. أما القطاعات الآمنة فقد بلغ نصيب قطاع المصارف 12.2 في المائة، كما بلغ نصيب قطاع الأسمنت 6 في المائة، وتراجع نصيب قطاع التطوير العقاري إلى 10 في المائة. أما حصة قطاع البتروكيماويات من تداولات الأسبوع الماضي فقد بلغت 12.8 في المائة. أما قطاعات المضاربة فقد استمرت حصصها في التراجع، حيث تراجعت حصة قطاع التجزئة من قيمة التداولات في الأسبوع الماضي 3.7 في المائة، وتراجعت حصة قطاع الزراعة إلى 5.1 في المائة. فنيّاً أدت عملية جني الأرباح التي شهدتها السوق المالية في الأسبوعين الماضيين إلى كسر مؤشر TASI لنقطة دعم متوسط السوق المتحرك الأسي لل 50 يوماً عند مستوى 7795 في تداولات الجلسة ما قبل الأخيرة في الأسبوع الماضي، كما اخترق مؤشر TASI هبوطاً نقطتي دعم متوسط السوق المتحرك الأس لل 100 يوم عند 7620 نقطة ودعم 7645، بالإضافة إلى نقطة دعم خط الاتجاه الصاعد لمؤشر TASI في منتصف الجلسة الأخيرة من الأسبوع الماضي، إلا أن مؤشر TASI عاد للإغلاق فوق هذه النقاط الثلاث في نهاية الجلسة. وما يزال مؤشر TASI فوق نقطة دعم متوسطه المتحرك لل 100 يوم وفوق نقطة دعم متوسط السوق المتحرك لل 200 يوم عند مستوى 7390 نقطة. أما المؤشرات الفنية لمؤشر السوق المحلية TASI فقراءتها سلبية، وتشير قراءتها الفنية إلى استمرار المؤشر في مرحلة جني الأرباح الحالية، ولا توجد إشارة فنية تنبئ بانتهاء هذه المرحلة. فمؤشر القوة النسبية RSI قد كسر نقطة دعمه عند مستوى 45 درجة في تداولات الأسبوع الماضي ومن المتوقع تراجعه إلى مستوى 30 درجة، أما مؤشر تدفق السيولة MFI فقد كسر نقطة دعمه عند مستوى 55 درجة ويتجه في مساره الهابط نحو دعم 45 درجة. ويعزز قراءة هذين المؤشرين السلبية مؤشر استوكاستك STOCHASTIC الذي ما تزال قراءته سلبية، أما مؤشر ويليام WILLIAM,S %R، الذي توقع ارتداد المؤشر في الأسبوع القادم واستجاب مؤشر السوق TASI لتوقعاته الفنية وارتد من مستوى 7751 نقطة إلى مقاومة المتوسط المتحرك البسيط عند مستوى 8000 نقطة، فما تزال قراءته سلبية، ويظهر ذلك قراءة مؤشر البولينجر الذي تذبذب فيه مؤشر TASI في الأسبوع الماضي بين خط دعمه وبين مقاومة المتوسط المتحرك البسيط لل TASI، ويتوقع مع هذه القراءة استمرار المؤشر في التراجع في التداولات القادمة. ومن المتوقع في تداولات هذا الأسبوع استمرار مؤشر السوق المالية السعودية TASI في عملية التصحيح وجني الأرباح التي تشهدها السوق حالياً، كما يتوقع استمرار تراجع مؤشر TASI نحو نقط دعم متوسط السوق المتحرك ل 200 يوم عند مستوى 7390 نقطة، حيث يعتبر اختراق المؤشر وكسره لنقاط دعم خط اتجاهه الصاعد ونقط دعم 7645 نقطة في تداولات الماضي من الإشارات التي تنبئ بضعف نقاط الدعم هذه. وبالتالي يمكن وصف ارتفاع معدل التداول اليومي إلى أكثر من ستة مليارات ريال يومياً في الأسبوعين الماضيين أنها عمليات بيع متأثرة بالمخاوف الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.