فتح عبد الله المديفر من خلال برنامجه (في الصميم) نافذة صوب أصوات متعددة. بدا إيقاع حلقات هذا العام حاملا معظم ألوان الطيف. أصوات متعددة، رؤى تتفق أو تختلف معها، لكنك حتما تحتفظ بالاحترام لها. ضيوف عبد الله المديفر الذين عكسوا حتى الآن أصواتا ومشارب متعددة، طرحوا من خلال (في الصميم) نظرة للإنسان والمجتمع. بعضهم بدا طرحه حادا بالمعيار التقليدي. في المقابل، جاء الطرح موافقا هوى هذا الطيف في حلقة، وفي حلقة أخرى تراه يأخذ خطا معاكسا. وهذا جيد. المحصلة الحقيقية التي لا يمكن إنكارها، أن الإعلام يضع بصمته وأثره، ويترك للتعليقات مجالها الرحب. عبارة عبد الله المديفر التي يقتبسها من حديث الضيف تمثل في نهاية الأمر خاتمة تحظى بنقاش وجدل وربما سخرية أيضا. ربما كانت بعض الطروحات لا تخلو من غلو أو تفريط. لكنها حتما بقيت تستحضر الوطن بكل تفاصيله، وهنا أهمية الكلام بصوت مسموع، إذ إنه يحفز على مزيد من التأمل في هذا التنوع الجميل والثري. وهو أيضا يكرس قبول هذا التباين الإيجابي باعتباره مصدر قوة لا ضعف. ضيوف المديفر السابقين، كانوا جميلين بلا استثناء. وطريقة البرنامج التي لا تتعمد الاستفزاز، كانت عاملا مشجعا لمزيد من الكلام. هناك ملحظ على بعض الأصوات العنصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي واكبت ظهور بعض الضيوف، ولكن حتى هذه في طريقها للانحسار، مع زيادة الوعي وتغليب العقل وتشجيع بناء قوانين تسهم في مواجهة كل السلبيات التي تهدد السلام الاجتماعي. من الضروري أن نختلف، في حدود موضوع النقاش، لكن هذا الاختلاف لا ينبغي أبدا أن يجعل الناقد يتطاول على الناس.