د. عبدالعزيز جار الله الجار الله - الجزيرة السعودية أصبحت إيران مظلة للمعارضة العربية ومظلة للأقليات المذهبية، ومظلة للأقليات العرقية غير العربية وقدَّمت نفسها حاضناً لجميع المعارضات والأقليات باعتبارهم تحت المظلة الشيعية لخلق محورين هما المحور الفارسي، والمحور الشيعي, مقابل المحور العربي، والمحور السني. الحرب في سورية كشفت تماماً عن وجه إيران الفارسي الشيعي وكان هذا الانكشاف اضطرارياً، حيث كانت إيران تتخفى خلف المقاومة ضد إسرائيل, والتضامن الإسلامي, وهي في الحقيقة تدير حرباً خفية مدعومة بالولاءات المذهبية الشيعية, والانتماءات العنصرية للعنصر الفارسي والثقافة الفارسية. القرآن الكريم نزل على العرب ولسانه عربي ونبي هذه الأمة عربي، والجيوش التي سيَّرها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هي جيوش عربية من قبائل العرب تحرّكت لنشر الإسلام وكسر الطوق الفارسي والبيزنطي الذي كان يطوّق جزيرة العرب وبلاد الشام والشمال الإفريقي فمعادلة الأرض والقيادية ثابتة رغم محاولة إيران زحزحتها... لذا تتحرك إيران الآن بعد أن شعرت أنها انكشفت وإن ما كانت تدعيه من المقاومة ضد إسرائيل والتضامن الإسلامي إنما هي شعارات - تحركت - بعد أن شعرت بالهزيمة في سورية ونهاية لحزب الله في لبنان وانطفاء فتنة الحوثيين باليمن وإخماد شرارة البحرين. فأعلنت جهاراً أنها في حالة تحت غطاء ما تسميه من تسميات التكفيرية والجهادية وتنسب لنفسها المقاومة والممانعة، فهل قتل الشعب السوري في دمشق وحمص وحلب والقصير مقاومة لإسرائيل التي ما زالت جبهتها في الجولان هادئة وآمنة... هل سلاح حزب الله الذي أعد لمقاومة إسرائيل ووصف بالمناهضة ما زال مقاومة وهو يقتل الشعب السوري ولا تصيب نيرانه إلا النساء والأطفال والشيوخ من أهل السنة. لا يمكن وصف المواجهة الحالية سوى أنها حرب بين السنَّة والشيعة وأن إيران كانت تعمل منذ بداية الثورة 1979م على التمدد الشيعي الفارسي على حساب الأرضي العربية في العراق والبحرين ودعم الأقليات العرقية والمذهبية ضد الكيانات والأغلبية العربية. لكنها عرفت الحقيقة أنها ستخسر إذا كان عنوان المواجهة والحرب سنية وشيعة, وأول الخاسرين حزب الله والعراق، لذا انطلقت على الفضائيات والإعلام الإيراني والشيعي حملة من أجل تصحيح الصورة وإبعادها عن الصراع المذهبي لتكون مواجهة قوى وحرب جماعات متنافسة في سورية، فقد تأكد لإيران وللمذهبين في العراق أنهم خسروا كثيراً عندما كشفوا عن أقنعتهم الشيعية بعد أن تحرك السنة في كل العواصم باعتبارهم الأغلبية الساحقة في العالم الإسلامي وأن 10 بالمئة لا يمكن أن تقلب الحقائق أو تزيّف الواقع.