عندما أسست إيران حزب الله في لبنان أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، استعانت بالمرحوم السيد محمد حسين فضل الله، والشيخ صبحي الطفيلي، وهما شخصيتان مرموقتان في لبنان وفي الوسط الشيعي اللبناني والعربي.. وبعد مرور سنوات على تأسيس هذا الحزب، اكتشف الرجلان اللعبة، ليتحوّلا من حليفين لإيران إلى نذيرين من أخطار إيران الفارسية على العروبة والإسلام. اليوم بعد أن اكتُشف أمر حزب الله وقيادته متلبسين بثوب مقاومة إسرائيل، يريدون أن ينقضوا على البلاد والعباد لصالح المشروع الإيراني والأطماع الفارسية التاريخية فإن قواعد اللعبة قد تغيرت، ليس عند أهل السنة في لبنان والعالم العربي فحسب بل وعند كثير من الشيعة العرب والمسيحيين والعلويين، وعند كثير من مؤيدي إيران وحزب الله، الذين يعتبرون أنفسهم انخدعوا وتعرضوا للغدر. اللافت أن ثمة أشخاصا كانوا يحذرون من حزب الله ومخاطر دوره المرتبط بأطماع إيران منذ سنوات طويلة باتوا اليوم يصدمونك بوقوفهم إلى جانب حزب الله، ودفاعهم بقوة عن النظام السوري. هذه الحالات نجدها اليوم في لبنان وفي أوساط عديدة داخل وخارج الطائفة الشيعية. إنهم يرون أن الحرب هي بين محور المقاومة، الممتد من طهران إلى العراق وسوريا ولبنان، والمحور الأمريكي الإسرائيلي وحلفائهما من العرب.. ويرون أن روسيا والصين تواجهان أمريكا وأوروبا، وتقفان إلى جانب محور المقاومة والممانعة. وهنا لا يسعني سوى أن أعترف بحنكة الإعلام المعادي للثورة السورية، وقصر نظر هؤلاء المخدوعين.