* تمر في هذا الشهر ذكرى النكبة الأليمة والمأساة الإنسانية – الخامسة والستون – بطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، حيث عمدت السياسة اليهودية بعد إعلان الوكالة اليهودية بقيام الكيان الصهيوني في 15 مايو 1948م، لتحريض السكان الأصليين من الفلسطينيين وبكل الوسائل غير الإنسانية على ترك ديارهم، حيث دوّن أحد الضباط الإنجليز Edgar,o,Ballance في مذكراته عن تلك النكبة أن ما يقرب من 250000 فلسطيني تُركوا في العراء من دون مأوى أو معين. * يبقى أن يتنبّه الفلسطينيون أنفسهم لحاجتهم للالتفاف ونبذ الخلافات أكثر من أي وقت مضى، فالخلافات بين فتح وحماس تركت العدو الصهيوني يقضم ما تبقى من الأرض الموعودة لقيام الدولة الفلسطينية عليها. * الأحزاب الصهيونية تختلف سياساتها وتتباين آراؤها ولكنها تتقارب عندما تحس أن وجودها في خطر، وأن الأمر يقتضي الدخول في تحالفات تخدم ذلك الكيان الغاصب، فعندما تشكَّلت حكومة الليكود بعد حرب أكتوبر 1973م بزعامة الإرهابي "بيغين"، تنازلت عن حقيبة الخارجية لوزير الدفاع –سابقاً- في حكومة العمل بزعامة جولدا مائير، وهو موشي ديان: Moshe=Dayan وعندما اعتزل بيجين السياسة بعد الاجتياح الإسرائيلي للبلد العربي لبنان، اضطر خلفه الليكودي شامير في الدخول في حلف مع العمالي شيمون بيريز. * أخيراً وبعد صعود "نتنياهو" للمرة الثالثة لرئاسة الوزراء، شكل هو الآخر حكومة من عدة تيارات متباينة، وجلب زعيمة حزب كاديما السابقة تسيفي ليفني؛ ومنحها حقيبة العدل مع إضافة لقب يخاله المراقبون يلامس أحاسيسها وتجاربها السابقة وهو: كبيرة المفاوضين الإسرائيليين. * في المقابل فجّرت زيارة الشيخ والداعية المعروف يوسف القرضاوي خلافاً حاداً بين حركتي فتح وحماس المتباعدتين –أصلاً- وبدلاً من أن تكون مثل هذه الزيارة سبباً وداعياً قوياً ومناسباً للتقارب والتآخي بين الأخوة المتناحرين على أرضٍ لا تزال ترزحُ تحت احتلال عنصري بغيض، كانت الزيارة عاملاً للتباعد، ولا أخال الشيخ القرضاوي راضياً عن بعض السلوكيات مثل الانحناء تعظيماً له من قِبَل البعض، بل إن النشيد المعروف الذي استقبل به الأنصار النبي الخاتم – صلى الله عليه وسلم- عند دخوله أرض طيبة الطيبة، نجد البعض لضعف في الرؤية الفقهية المطلوبة يستخدمه في حق الداعية القرضاوي، وشتان بين المناسبتين والأمرين، فهل من فقيه وداعية آخر بقادر على إعادة اللحمة للأخوة المتناحرين؟!.