* بعد هزيمة حزيران 1967م والتي استولت فيها إسرائيل بكل يسر وسهولة على الأراضي العربية وفي مقدمتها القدسالشرقية وبعد تلك الهزيمة النكراء التي مازال العرب يعانون من تبعاتها حتى الوقت الحاضر أمر وزير الدفاع الإسرائيلي -آنذاك- موشي دايان Moshe-Dayan برفع العلم الإسرائيلي على المسجد الأقصى وكانت تركيا -آنذاك- على علاقة وثيقة بالكيان الصهيوني فتدخلت لدى الحكومة الإسرائيلية وقام السفير التركي بإنزال العلم الإسرائيلي مراعاة لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وبعد الانتصار العربي غير الكامل أو المنقوص الذي نتج عن حرب أكتوبر 1973م، عملت إدارة الرئيس الأمريكي كارتر وتحت تأثير آراء السياسي اليهودي -الأمريكي كسينجر- بإبرام اتفاقية بين النظام المصري ممثلاً في الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الإرهابي مناحيم بيغين Beigin الذي كان أثناء حقبة الانتداب البريطاني على فلسطين يقود عصابة إرهابية تدعى الأرغون Irgun، ولم يسلم البريطانيون من ارهاب بيغين ورفيقه شامير زعيم عصابة ستيرن Stern، ولهذا كانا مطلوبين للعدالة داخل بريطانيا وخارجها. * وكما خرج العرب مثخنين بالجراح من حرب حزيران، فلقد خرجوا مهزومين من اتفاقية «كامب ديفيد»، وظلت القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الإنسان العربي والمسلم ولقد فوجئ الإسرائيليون بزعامتهم الليكودية المتطرفة من حجم التحول الذي طرأ على السياسة التركية ولم يتوقعوا -أبداً- أن يطرد سفيرهم من بلد كان إلى عهد قريب يعد حليفاً قوياً للكيان الصهيوني، وبالمثل لم يتوقعوا بعد أكثر من ثلاثين عاماً من معاهدة سلام مع البلد العربي «مصر» أن تندفع الحشود أمام السفارة الإسرائيلية وتقوم لمرتين متتاليتين بإنزال العلم الإسرائيلي وتضع مكانه العلم المصري. * يفترض في إسرائيل وحليفتها أمريكا أن تعي أن الربيع العربي ليس موجهاً فقط للداخل بل هو يسعى لنصرة الفلسطينيين الذين أُهدرت حقوقهم منذ زمن طويل.