لا حل وسط لدينا مثل جُلّ أمورنا، فأنت إما سعودياً أو رومانسياً، ولو أجرينا استفتاء للنساء السعوديات عن امكانية وجود سعودي رومانسي على وجه هذه البسيطة ستجيب 99.9% منهن «ربما في حياتنا التالية»، أما من اختلفت إجاباتهن فقطعا لم يفهمن السؤال جيداً. هذه مقدمة ضرورية بسبب اتّهام ماكر وخبيث يذكرني ب «سواليف» بعض كبار السن الذين يجلسون عصر كل يوم على ناصيات الطرق في منافسة حامية لسرد ذكرياتهم القديمة وأغلبها خيالية، وصلني من الزميلين الكهلين محمد البكر وعبداللطيف الملحم بأنني رومانسي ولو اتهماني بانتمائي لتنظيم القاعدة لكان أهون وأقل بأساً لسهولة البراءة منها، فاسلوب حياتي يظهرني محباً للحياة عكس المنتمين له، ولن أثير شك أكبر شكّاك في المخابرات المركزية الأميركية. جاء الدور الآن - بعدما ثبتت براءتي من الإنتماء لتنظيم القاعدة - على المهمة الأصعب في اثبات عدم انتمائي لتنظيم الرومانسيين والذي من عواقب أن تكون أحد أفراده تعليقات ساخنة أثناء تواجدك في الديوانيات الرجالية (والنسائية). عندما كل ما أعرف عن الرومانسية أنها نوعان، رومانسية قبل الزواج وبعده. العامل المشترك بينهما أنهما تمثيل في تمثيل. بإمكانك النجاة من الأولى عكس الثانية، لذا أنصحك إن كنت مقبلاً على الزواج أن تبدو طبيعياً من البداية لأنها لن تصدّق رومانسيتك وستفضل بدلاً عنها رومانسية الكاش إن كنت قادراً يصلك اتصال تلفوني، تجدهم يتركون ما بأيديهم من صحف و ورق لعب و أحاديث جانبية ليتجهوا إليك بجميع حواس سمعهم وبصرهم فقط لسماع ومشاهدة وصلتك الرومانسية المعتادة مع زوجتك، وعندما يبدأ صوتك بالانخفاض لتوديعها بكلمة رومانسية، فهم ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء المكالمة ليبدأ فاصل لا ينتهي من الردح والرزح، وأعترف بأنني أمارسه بمتعة فارهة مع صديق يبدو رومانسياً! أيضاً من عواقب انتمائك لهذا التنظيم المشبوه خطورة أن يطالب رجل بسحب جنسيتك لأنه يرى فيه تشويها لخصوصيتنا السعودية وهذا اختراع سعودي نلنا عنه براءات اختراعات ولا نزال. كل ما أعرف عن الرومانسية أنها نوعان، رومانسية قبل الزواج وبعده. العامل المشترك بينهما أنهما تمثيل في تمثيل. بإمكانك النجاة من الأولى عكس الثانية، لذا أنصحك إن كنت مقبلاً على الزواج أن تبدو طبيعياً من البداية لأنها لن تصدّق رومانسيتك وستفضل بدلاً عنها رومانسية الكاش إن كنت قادراً! تجاوزت حدود اللباقة معها في احد النقاشات واتخذت فيما بعد قراراً مصيرياً في أن أراضيها. قرأت بعض النصائح الرومانسية، وجدتها غير ملائمة للخصوصية السعودية ناهيك عن امكانية تصديقها، فمن هذه النصائح تقديم شيكولاتة «جالكسي» واعتراف بالخطأ والاتصال لقول كلمة رومانسية من صنف «حبيبتي» و «عمري» و «فديتك». وقع اختياري على النصيحة الأخيرة! استجمعت قواي واتصلت. قامت بالرد بعد أقل من ثانية ولم تمنحني فرصة لالتقاط انفاسي وخرجت مني عفوياً الجملة المعتادة «وش عشانا الليلة؟»، عوضتها بعد ساعتين برسالة هاتفية تمنيت لها عشاءً هنيئاً بسبب تأخيري الاضطراري، ومن الغريب واللارومانسية ألاّ يصلني رد في كلتا الحالتين! وأعود للتهمة التي ألصقها بي الزميلان العزيزان لأقول إن كان سبب التهمة ما يلاحظانه على تغريداتي في تويتر من عشق لأم كلثوم وطلال مداح وتعلّق جنوني في الإتفاق الدمّامي والبارسا البرشلوني فأعترف اعترافاً لا رجعة عنه بأنني رومانسي حتى النخاع ومستعد لكل أصناف العقوبات والتعليقات المذكورة أعلاه وبدون محاكمة على فرضية وجود محاكم أصلاً!