دعونا نقرأ معا هذه المآسي المخجلة، والواردة في بعض فقرات عقود الدراسات الاستشارية لبعض من أنفاق وكباري أمانة هذه المدينة وأنا هنا لا أختص أمانتنا بالتحديد دعونا نقرأ معا هذه المآسي المخجلة، والواردة في بعض فقرات عقود الدراسات الاستشارية لبعض من أنفاق وكباري أمانة هذه المدينة وأنا هنا لا أختص أمانتنا بالتحديد: فقط أكتب ما اطلعت عليه، وقد يكون ما لم نشاهده لغيرها أكثر خجلا وأدهى وأمر. في العقد الاستشاري لأحد الطرق المستحدثة في مدينة خميس مشيط يتطلب (حسن الهندسة)، (مراعاة مداخل ومخارج "كوبري" المحور الرابط إلى طريق البكيرية عند الكيلو الثلاثين)، وكأن البكيرية على الضفة الأخرى من المدينة. في العقد الاستشاري الآخر لمشروع قطع وتسوية لأحد مشاريع توسعة الطريق في مدينة (أبها) تلزم دراسة هذا المشروع، المقاول المنفذ (على الحظر التام لرمي مخلفات المشروع في مجرى وادي النيل) وكأن (أبها) في توأمة مع (بنها) المصرية. في العقد الاستشاري الثالث إشارة أقرب إلى (الفضيحة) لفقرة عن تقاطع (الطريق) مع طريق (الدلتا) الزراعي الرابط بين المنصورة وبين المحلة. وكلها مهازل فساد إداري مفتوحة على كل الاتجاهات، والفساد في بعض تعريفاته ليس أن (تسرق) فهم بشهادتي أنقياء أبرياء، بل أن تمرر كل هذه الكوارث في العقود الاستشارية دون أن تنتبه للمأساة المخجلة، هذا يعني أولا، أن هذه العقود الاستشارية الممهورة بالملايين مجرد (نسخ ولصق) من حافظة الكمبيوتر، ومقترنة أيضا، بفشل ذريع في المراجعة اللغوية على الأقل لحفظ ماء الوجه. هذا يعني ثانيا أن إدارات الحكومة لا تقرأ حتى دراسات استشارية من بضع أوراق معدودة حتى ولو كان أقلها أن تمسح (بالمبيض) هذه الفقرات الكوارثية. هذا، ثالثا، يعني ومع بالغ احترامي للإخوة الأشقاء في الدين والدم، أننا ندفع في هذه المشاريع أثمان وعقود المحاور الرابطة بين لوزان وجنيف أو بين شيكاغو وبيلواكي ولكننا في النهاية لا نحصل سوى على الكباري والأنفاق والطرق والمحاور الرابطة بين الدقهلية والغربية وبين بنها وشبين الكوم. نحن نأخذ دراسات مشاريعنا من المخزون الكمبيوتري، ومع احترامي، لمن لا تجربة له في هذه الأفكار والدراسات الهندسية. اسحبوا كل ما كتبت على سائر مشاريعنا بلا استثناء كي تكتشفوا أننا بكل الصراحة والوضوح ندفع المليارات في مشاريع قامت على دراسات منسوخة (بالكربون) من ذاكرة كمبيوترية بحجم الأصبع.