محمد عبد العزيز السماعيل - اليوم السعودية ليست الأخطاء الطبية وحدها الخطر الصحي على السعوديين ؛ ولكن يبدو أن البدانة أيضا خطر أكثر خطورة لما يترتب عليها من مخاطر متعددة، ففي أحشاء هذا الوباء حزمة أمراض مزمنة في مقدمتها السكري وأمراض القلب والشرايين وضغط الدم ولا يفوتنا حالة الخمول وتواضع النشاط البدني الذي يأتي نتيجة طبيعية للترهل والشحوم الزائدة التي تصبح حملا ثقيلا على الأبدان فتقعدها وتحدد حركتها، ومع انتشارها في المجتمع السعودي فإننا نقترب من أن نظل خاملين في بيوتنا وستتضاعف حاجتنا للخادمات والعمالة المنزلية لأنه سيصعب على الواحد منا أن يتناول كوب ماء من الثلاجة حين يحتاج أن يشرب. أهالي المناطق الجنوبية الأقل إصابة بالسمنة من بقية المناطق لطبيعة البيئة التي تفرض عليهم الحركة.. وبحسب المشرف فإن نسبة الإصابة بالسمنة في المنطقة الشرقية وصلت إلى 42 بالمائة تلك حالة مأساوية لا نتعامل معها بما تستحق، فرغم حملات التوعية الصحية والاجتماعية التي تقوم بها المؤسسات العلاجية والجمعيات التطوعية المعنية بذلك إلا أن مؤشر السمنة في بلادنا يصعد بإيقاع سنوي مقلق، وفي الخبر الذي نشرته صحيفة اليوم مؤخرا في ختام فعاليات حملة التوعية بالسمنة والسكري 2013م بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر كشف المشرف على الحملة واستشاري الغدد الصماء بمستشفى الملك فهد الجامعي الدكتور وليد البكر أن الإحصائيات تشير إلى أن المملكة تعد ثالث دول العالم في قلة الحركة والكسل بعد الكويت وأمريكا على مستوى العالم، حيث وصلت نسبة سكان المملكة المصابين بالسمنة إلى 40 بالمائة، وأن أهالي المناطق الجنوبية الأقل إصابة بالسمنة من بقية المناطق لطبيعة البيئة التي تفرض عليهم الحركة.. وبحسب المشرف فإن نسبة الإصابة بالسمنة في المنطقة الشرقية وصلت إلى 42 بالمائة وأقل النسب تجدها في المناطق الغريبة والجنوبية ، وأشار إلى أنه توجد دراسة مسحية حديثة بالخبر تؤكد أن نسبة الأشخاص المصابين بالسمنة في الخبر وحدها تقارب 19.5 بالمائة، وأن خمس السكان يعاني السكر النوع الثاني، وذلك رأي علمي اعتقد أنه غير قابل للجدل والمزايدة خاصة وأن كثيرا من الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وبعض المؤسسات الصحية تضع المملكة في هذا الترتيب الذي لا يدعو الى الفخر، وهو في الواقع من صنع أنفسنا وأفواهنا المفتوحة للوجبات السريعة والأطعمة الدسمة التي تناولها بشره وتكون نتيجتها سمنة وتوابعها من أمراض كارثية تكلفنا صحتنا. وبالمناسبة فإن ترتيبنا العالمي في السمنة يتراوح سنويا بين الثاني والثالث، ولأننا مشغولون بما هو غير مهم ونسخر من كسل غيرنا من الشعوب إلا أننا في الواقع أكثر كسلا منهم وتلك حقيقة الأرقام والنتائج الصحية، وبحسب ذلك الترتيب فإننا في الصدارة « كسلا « عربيا واسيويا ؛ لأن المركز الأول من نصيب مالطا وتتبع لأوروبا ، والثاني لسوازيلاند وتتبع لأفريقيا، ولأنه على ما يبدو لم تنجح الحملات التوعوية في التقليل من السمنة فعلى وزارة الصحة أن تبدأ دراسة علمية أكثر جدوى من فعاليات لا يحضرها إلا القليل من الأفراد، وتتصيد القادمين الى مستشفياتها لتقديم جرعات علمية تحذر من الخطر الحقيقي والمؤكد للسمنة على صحة الفرد وقدرته التنموية، وإن لم تتدارك الوزارة هذا الأمر وتهبط بنا الى أسفل القائمة خلال سنة أو اثنتين فحينها ودون شك ستكون الوزارة قد أصيبت بالسمنة والخمول.