يأبى الشباب والفتيات عبر ما يبثونه من مقاطع ساخرة أو برامجية أو نقدية عبر "اليوتيوب" إلا أن يقولوا كلمتهم يأبى الشباب والفتيات عبر ما يبثونه من مقاطع ساخرة أو برامجية أو نقدية عبر "اليوتيوب" إلا أن يقولوا كلمتهم، ويتحدوا بها زمن "العواجيز"، فيعبرون عن مواقفهم وآرائهم بصراحة مطالبين باحتياجاتهم التي يفرضها الزمن المتسارع تقنيا. إنهم يفعلون ذلك مهما حاولت وسائل الإعلام التقليدية أن تُقصيهم أو تهمش آراءهم على أنها مجرد أخبار ترفيهية أو حتى تفرض عليهم قيود التقاليد والأعراف وتتعامل معهم بفوقية على أنهم أقزام أمام خبرات مصابة بالشيخوخة يحملها بعضهم إلى مناصبهم، ممن يفرضون أزمانهم وتفكيرهم على أزمنة أجيال جديدة موهوبة ومبدعة تطمح أن تعيش زمنها بتطور وفق متطلبات عصرها. آخر هذه المقاطع الساخرة الذي تجاوز أكثر من مليون مشاهدة في أيام قليلة هو المقطع الراقص الذي أخرجه ومثل فيه الشاب عبدالعزيز الزهراني بعنوان "بارتي يا عيال" وهو المقطع الثاني الذي يخرجه مع أصدقائه لأغنية الكورية الشهيرة "جانجنام ستايل".. إنها محاولة عن طريق الرقص الساخر لنقد تلك الازدواجية التي يعيشها الشباب بين ما تفرضه عقليات تقليدية من وصاية وبين ما يتطلبه زمنهم وعصرهم من حياة حديثة متجددة، ويبدو أن "السروال والفنيلة" باتت علامة ساخرة لتعرية الواقع المزدوج، فالذي يرقص "الراب" بهما كحال رجل يقيم خيمته على طريق أسفلت! وليس هذا فقط؛ بل أن تخرج هذه المقاطع مهارات وإبداعات في فن التمثيل والرقص والإخراج في ظل عدم وجود معاهد أو أكاديميات للفنون أو حتى الاهتمام بها كأنشطة في المدارس، وهو التحدي الأكبر الذي أهنئهم عليه، وكل مرة أشاهد فيها مقطعا في "يوتيوب" كوميديا أو ساخرا أو برامجيا يؤديه الشباب بطريقة جذابة أقول لو توفرت معاهد للفنون والدراما فسيكون هؤلاء حتما أكثر إبداعا وجاذبية، خاصة وأن السينما وفنون الرقص والغناء تعتبر الآن من أسرع الوسائل الثقافية تأثيرا في العولمة التي نعيشها وتفرض علينا ثقافات الآخرين لأننا ما نزال نعيش محليا بعقلية متوقفة عند القرون السابقة! رغم أن الأموال السعودية هي من تسوقها وتصنعها خارج حدودنا! هناك العديد من المقاطع في "اليوتيوب" يجب أن يشاهدها المسؤولون ليتعلموا من هؤلاء الشباب، هي ليست فضفضة "ومشي الحال" إنما تنبئ عن عجز وسائل الإعلام والصحافة التقليدية في مجاراة متطلبات الشباب والفتيات الإعلامية والترفيهية، ففي وقت سابق كان هناك من يختزل مهارة الشباب وترفيههم في "مباريات الكرة" لكن في عصر "اليوتيوب" أخبرنا أن "مباريات الكرة" جزء صغير من اهتمامات الشباب الترفيهية والإبداعية! فهل المسؤولون والإعلاميون قادرون على أن يفهموا ذلك ويستوعبوه، أم أنهم سيبقون في "أبراج عاجية" ويكتفون بمشاهدة الشارع من خلف زجاج مكاتبهم الفخمة مكتفين بما يخبرهم به "المنافقون والمطبلون"! والزمن كفيل بالإجابة. * كلاكيت: يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه "لا تقسروا أولادكم على آدابكم؛ فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".