الاعتداءات التي تعرض لها بعض الجمهور السعودي في مباراة المنتخب السعودي ضد إندونيسيا لا تخرج عن الأحداث التي تصاحب مباريات كرة القدم أحيانا، ولم أرغب أن أحملها فوق احتمالها لولا أن الموضوع برأيي مرتبط بشحن متعمد تعرض له الأندونيسيون ضد السعوديين بسبب طريقة تناول الإعلام الأندونيسي لاقتصاص العدالة من بعض العمالة الأندونيسية التي تورطت في جرائم القتل في المملكة !ولا ألوم الجمهور الأندونيسي على حالة الاحتقان التي يعيشها فليس له إلا ظاهر الأمور كما قدمها الإعلام الأندونيسي الموتور، ولكنني ألوم أجهزة الإعلام السعودي التي عجزت عن مواجهة حملات التشويه التي تعرضت لها الصورة السعودية بسبب تلك القضايا، وفشلها في تقديم الحقيقة أو حتى بذل الجهد الكافي لتقديمها !إننا فاشلون بامتياز في الدفاع عن قضايانا، ونخسر كثيرا أمام العالم في معارك العلاقات العامة، وتحسين الصورة، والسبب هو أننا نظن أن الحقيقة تبرز وحدها، و العدالة تنصف نفسها، وهذا غير صحيح في مطلق الأحوال. فالحقيقه تحتاج لمن ينقلها، والعدالة تحتاج لمن يبرزها خاصة عندما تكون مستهدفا بالتشويه ومحاطا بالمتربصين !ولكن من بالكاد يربح معاركه الإعلامية في الداخل كيف أنتظر منه أن يربحها في الخارج ، فالسياسة الإعلامية التقليدية لم تعد مواكبة لأدوات ووسائل .. وعقليات الإعلام العصري !