عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية في البداية اعتبر عدد من "المشايخ" أن زواجَيْ المسفار والمسيار مخالفان للمراد الإلهي من الزواج الذي هو سكن ومودة ورحمة.. مصداقاً لقوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة". بل ذهب بعض علماء الدين إلى اعتبار أن زواجَيْ المسيار والمسفار، ونحوهما، ليس زواجا شرعياً وإنما قضاء وطر.. لا أكثر ولا أقل.. ولا يحققان الحكمة التي أرادها الله - سبحانه وتعالى - من الزواج! ولكن لعلنا نتذكر أن عددا من العلماء من "السعودية" وخارجها اتفقوا عام 2009 وفي "مكة المكرّمة"، على اعتبار زواج المسيار زواجا شرعيا بوصفه زواجاً كامل الأركان والشروط، فقط تتنازل فيه الزوجة عن حقها في المبيت أو النفقة. وواضح أن بين الرأي الأول – عندما بدأ الحديث عن المسيار وانتشاره.. والفتوى المتفق عليها عام 2009 تباينا ملحوظا لا يخفى على المتابع في هذا الشأن الاجتماعي. ففي الأول إنكار لشرعية هذا النوع من الزواج وما شابه، وفي الثانية إباحة واضحة على اعتبار المسيار زواجاً صحيحاً مكتمل الأركان.. ورأي المفتي هو الملزم باعتباره الجهة العليا الرسمية المعول عليها في إصدار الفتاوى. ولعل ما صدر عن بعض العلماء في "مكة" عام 2009 ساهم في انتشار هذا النوع من الزواج باعتبار من صدر عنهم الفتوى.. جبهة يعول عليها إصدار الفتاوى. وأخيراً.. وليس آخراً في هذا الموضوع المثير للجدل بين الرفض والقبول لزواج المسيار.. نشرت «الاقتصادية» في 23/1/2013 موضوعا بعنوان بارز "جمعية سعودية تدعو لإيقاف (المسيار) بعد تحوله إلى لعبة".. وقد صرح بذلك ل«الاقتصادية» الدكتور محمد العبد القادر مدير جمعية "وئام" للرعاية الأسرية في المنطقة الشرقية، وقد وصف زواج "المسيار" بالخاطئ.. وأنه أصبح "لعباً" لدى البعض بعد أن خرج عن إطاره الأساسي الذي كان يحترم المرأة لظروف معينة.. واعتبر أن هذا الزواج، وغيره من مسميات الزواج تؤدي بالمجتمع إلى تفكك أسري، وضياع الأبناء، وملاجئ الإيواء، منوهاً بأن المخدرات لا تنشط إلا في مثل هذه البيئات..! هذا ملخص بسيط لبعض ما تفضّل به الدكتور محمد العبد القادر مدير جمعية "وئام" للرعاية الأسرية، عن "المسيار" وغيره من المسميات، مثل "المسفار".. وما ذكره جدير بالملاحظة.. ونأمل من الجهات المعنية بهذا الشأن إعطاء هذا الطرح الأهمية المطلوبة، لتوضيح هذا الأمر المهم.